السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

الحصان والقلعة في الرقعة العربية

كتبتُ سابقاً أن كل أحداث المنطقة العربية تسير وفقاً لمخطط خارجي مدروس، وهذا ليس وهْماً بالمؤامرة ما دامت الأمور تحدث بالنغمة والترتيب ذاته، أمثلة عن ذلك الحرب العراقية ـ الإيرانية 1980، الاجتياح العراقي للكويت 1990، أحداث 11 سبتمبر 2001، ثورات الربيع العربي2011.

لقد استخدمت أمريكا لهذا التتابع دولتين إقليميتين ليس على أساس قوتهما الإقليمية فقط، بل على أساس ديني، ما دامت إسرائيل دولة دينية، هما: تركيا الإسلام السياسي السني (الإخوان)، وإيران الإسلام السياسي الشيعي. ولو تخيلنا الرقعة العربية رقعة شطرنج، واضح من اللعب أن تركيا هي الحصان، فلقد قفزت للإخوان في كل الدول العربية، وإيران هي القلعة، فلقد زحفت عبر العراق شرقاً، ولبنان غرباً، مروراً بسوريا.

لقد كان لإيران دور منذ البداية، فهي خصم في الحرب العراقية الإيرانية، وسبب الأعمال الإرهابية في البحرين والسعودية والكويت، ومن ثم حليف الاحتلال الأمريكي للعراق، وأبان ثورات الربيع العربي لعبت دوراً أساسياً في سوريا واليمن، بشكل مباشر أو من خلال حزب الله اللبناني.


أما تركيا فلم يبرز دورها إلا أثناء الاحتلال الأمريكي للعراق، وثورات الربيع العربي، فقبل هذا كانت مشغولة في حروبها الأهلية والانقلابات، وفي ذلك الوقت لم يكن رجب طيب أردوغان قد وصل إلى الحكم.


ولتنقضي حقبتنا الراهنة، يجب أن تهدأ الأمور في ليبيا (تركيا)، وفي اليمن (إيران)، لكن حتى الآن هذا لا يحدث لأن كليهما ينكر الدور الأمريكي في قوتهما وانتصاراتهما في الأراضي العربية.. فهل ننتظر ثورتين جديدتين في اليمن وليبيا، ما دامت الاحتجاجات هي وسيلة التغيير الحالية في الوطن العربي؟