الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

أزمة الكرة الإماراتية

حتى إن تغير مجلس إدارة اتحاد كرة القدم، وتم تغيير المدربين في المنتخبات الوطنية، فلن تتم معالجة المشاكل التي نعاني منها، والتي تتعلق جميعها بعقلية اللاعبين لدينا و قدراتهم وإمكاناتهم الفنية، لأن الموهبة موجودة ولكن هناك غياباً كبيراً للمسؤولية، مع وجود حالة من اللامبالاة.

التغيير يجب أن يبدأ من الأندية، لكن للأسف طموحات الأندية تتمحور حول المنافسة على تحقيق الألقاب المحلية، ولا يوجد هناك من يفكر في المنافسة خارجياً، أو تطوير اللاعبين بغية استفادة المنتخبات الوطنية منهم.

بما أننا في عهد الاحتراف، ويتم التعامل مع اللاعبين بمبالغ احترافية، لماذا لا نطبق الاحتراف الحقيقي ونقوم بتقليد الأندية العالمية؟ بأن يكون النادي هو الدوام الرسمي للاعب، وأن يحضر اللاعب مبكراً إلى النادي ويقوم بتدريبات صباحية ومسائية وتقوية والعديد من الأمور الأخرى، بجانب حضور الحصص الفنية وتناول وجبتي الإفطار والغداء في النادي ومن بعدها في المساء يعود إلى منزله.


سنجد أن هناك تطويراً في نواحٍ عديدة فنية وبدنية وعقلية، لأنه من غير الممكن أن نعتمد على لاعبين يتدربون ساعتين يومياً، وأن يستوعبوا فكر المدرب خلال هاتين الساعتين، في حين أن كبرى الأندية الأوروبية تعمل يومياً مع اللاعب بمعدل 8 ساعات، هنا يكمن الفرق.


عندما نسخر من الخسارة أمام تايلاند وفيتنام، علينا النظر إلى ما فعلوه في كرة القدم لديهم، ومن التطور الداخلي الكبير الذي شهدته فيتنام وتايلاند بالتعاون مع الأندية الأوروبية، في حين أننا نريد الفوز عليهم بتعاملنا مع اللعبة بكل بساطة وبسهولة تامة وباستهتار.

الأندية تحتاج إلى إعادة صياغة، أو على اتحاد كرة القدم اللجوء إلى تكوين أكاديمية عالمية، والنماذج عديدة جداً، يمكن عبرها تطوير اللاعبين فنياً وبدنياً وذهنياً بتجارب خارجية، بالإضافة إلى تطوير الإداريين والمدربين، وسنلاحظ الفرق بعد سنوات.

لأن الاعتماد على العمل الحالي للأندية لن يقودنا خطوة واحدة إلى الأمام، حتى لو تعاقد الأبيض مع بيب غوارديولا، بما أن المشكلة في عقلية اللاعبين وضعف مستوياتهم بناء على سوء عمل الأندية، فلا يمكن لمدرب أن يعالج عدة أزمات خلال أيام معدودة قبل خوض أي مباراة.