الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

استقالات ديسمبر

جملة من الاستقالات المفاجأة تلقتها الساحة الرياضية مطلع ديسمبر الحالي أطرافها أشخاص يمثلون قمة الهرم الرياضي في الدولة، وعندما يتقدم رئيس هيئة الرياضة باستقالته بشكل مفاجئ سبقته استقالة رئيس وأعضاء اتحاد كرة القدم، فمن الطبيعي أن ينشغل الشارع الرياضي بتلك الاستقالات لصفتها وتوقيتها المفاجئ، الأمر الذي دفع بالكثير من المهتمين بالشأن الرياضي إلى البحث عن الأسباب والمسببات، وإعداد سيناريو المرحلة القادمة، استقالة مجلس إدارة اتحاد الكرة كانت متوقعة في أي لحظة رغم تأخرها كثيراً، لأسباب تعود لمسلسل الإخفاقات المتكررة والتراجع الكبير الذي لازم جميع منتخباتنا الوطنية، الأمر الذي دفع بالجماهير الكروية للمطالبة في العديد من المناسبات بضرورة استقالة الاتحاد لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وتحققت مطالبهم قبل نهاية دورتهم بـ3 أشهر تقريباً، بينما لا تزال دوافع استقالة محمد خلفان الرميثي من رئاسة هيئة الرياضة غير معروفة حتى الساعة.

المتمعن في الشأن الرياضي والتطورات التي تشهدها الساحة مؤخراً، بإمكانه أن يلحظ أن هناك أموراً يتم الإعداد لها بتروٍّ وبهدوء ومن أعلى سلطة في الدولة، وإذا ما صحت تلك التوقعات فمن المنتظر أن تشهد الأيام القادمة المزيد من القرارات الحاسمة، لإعادة رياضتنا لمسارها الصحيح بعد أن أخطأت طريقها في الفترة الأخيرة بصورة غير مقبولة، ومن هذا المنطلق فإن استقالات ديسمبر هي أولى خطوات التصحيح، التي لن تقف عند جهة معينة وهناك المزيد منها في الطريق، وحتى تكون الرؤية أكثر وضوحاً فإن مسألة الإقدام على تقديم الاستقالة لا يعتبر هروباً أو فشلاً كما يتصور البعض، بل سلوكاً حضارياً خصوصاً عندما تكون هناك قناعة وثقة بضرورة فتح المجال أمام الآخرين لتولي المسؤولية وإكمال المشوار.

استقالات أو إقالات ديسمبر أحدثت حراكاً إيجابياً في الشارع الرياضي، الذي بدأ يستشرق المستقبل من خلالها، وأولى خطوات تصحيح مسار الرياضة وإعادتها لمكانها وموقعها الصحيح.


كلمة أخيرة


رياضتنا تحتاج ثورة حقيقية تنفض عنها غبار التقليدية والمحسوبية والتبعية، رياضتنا بحاجة لواقع جديد يعيدها للواجهة، وحتى تتحقق تلك المعادلة لا بد من ضخ دماء جديدة من القيادات الشابة، ممن تترقب الفرصة وتنتظر دورها تلبية لنداء الوطن.