الثلاثاء - 16 أبريل 2024
الثلاثاء - 16 أبريل 2024

الهروب من المسؤولية

إقالة مدرب العين والاستعانة بمدرب مؤقت لتولي القيادة الفنية للفريق في هذا التوقيت الصعب لم يكن مفاجئاً بل متوقعاً، في ظل التراجع الكبير لأداء الفريق البنفسجي الذي فقد الكثير من مقوماته، الأمر الذي دفع بإدارة النادي إلى اتخاذ قرار إنهاء العلاقة بالتراضي، لينضم الكرواتي إيفان ليكو لقائمة المدربين الذين انتهت علاقتهم بأنديتهم مبكراً قبل أن ينتصف الدوري بثلاث جولات، لتبدأ معها مهمة إدارة النادي في البحث عن مدرب جديد لتولي المهمة في توقيت غاية في التعقيد، خصوصاً في ظل الاستحقاقات التي ينتظرها الفريق محلياً وخارجياً.

ربما يكون لمجالس الإدارات الحق في اتخاذ القرارات التي تراها من وجهة نظرها صحيحة، وربما يكون من المنطقي تحول المدرب لضحية مع توالي الهزائم، ولكن الثابت أن ليس المدرب هو المسؤول المباشر لتراجع نتائج الفريق، وهناك عوامل وأسباب أخرى تتحملها أطراف أخرى وفي مقدمتها الإدارات، وواقعياً ما يحصل في دورينا تخطى حدود المنطق وكشف عن الكثير من العيوب الإدارية، التي كانت سبباً مباشراً في تراجع العديد من الأندية خاصة في ظل وجود قناعة تامة بأن الإدارة هي نقطة الارتكاز في نجاح منظومة العمل في الأندية أو فشلها.

افتقاد أغلب إدارات الأندية لأسلوب التعامل مع الأزمات يدفعها لارتكاب الأخطاء بدلاً من إيجاد الحلول، والواقع المحلي يضعنا أمام قاعدة صنعناها وروجنا لها وأصبحت كالعقدة التي يصعب فكها أو حلها، فتراجع نتائج الفريق الأول يمثل إعلاناً عن بداية أزمة سرعان ما تتفاقم، ولأننا وللأسف الشديد نفتقد مقومات إدارة الأزمات، يتم التعاطي مع النتائج السلبية بقرارات عاطفية وبأسلوب المسكنات، والبداية مع إقالة المدرب مروراً بالجهاز الإداري وانتهاء باللاعبين الأجانب، يحدث ذلك رغم القناعة المبطنة بأن المشكلة ليست في تلك الأطراف، ولكن ولأننا نفتقد لأسلوب إدارة الأزمات نجد أن طريقة معالجة الأخطاء تكون بأخطاء أكبر، ومعها يتفاقم الوضع وبأيدينا نخلق أزمة من لا شيء.


كلمة أخيرة


افتقاد أسلوب إدارة الأزمات واعتماد أسلوب الهروب من مواجهة المسؤولية، سبب رئيس في أغلب أزمات أنديتنا ومشاكلها.