الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

تدخل غير حميد

الذين يعملون في مجالس إدارات الاتحادات الرياضية والأندية، يعرفون جيداً سلبيات وإيجابيات العمل، ويشخصّون من يبني ومن يهدم، وكيف يأكل الهدم أساس البناء، وهم يدركون أيضاً كيف ينعكس هذا التناقض على اللاعبين والرياضيين والإعداد للمنافسات، خصوصاً عندما يتحول إلى صراع بين العناصر المؤثرة في هذه المؤسسات الرياضية.

على صعيد اللجان، كل لجنة لها رئيس يدير شؤونها ويضع خططها ويعرضها على مجلس الإدارة للاعتماد ثم تقوم الإدارة التابعة للجنة بتنفيذ مفردات الخطة وهكذا، لكن الأمر المزعج أن بعض رؤساء اللجان يتدخلون في عمل لجان أخرى ويؤثرون سلباً في موظفيها، فيرتكب الموظفون أخطاء تحت الضغوط والأوامر المتناقضة التي يتلقونها من جهات مختلفة، هناك شخصيات في المجالس تريد فرض آرائها على الجميع فتُحدث فوضى تضر الإنتاج وتجعل البناء غير سليم.

بعد التجارب الطويلة في العمل الرياضي ومعرفة أسباب النجاح والإخفاق في الجانب الإداري، نرى من الضروري تجنب التدخل في عمل الآخرين، وعلى كل لجنة أن تهتم بعملها وتتعاون مع اللجان والإدارات الأخرى بطريقة لا تربك العمل ولا تؤثر سلباً في أداء الموظفين، وإذا كانت هناك ملاحظات على عمل اللجان الأخرى يمكن مناقشتها بطرق موضوعية هادئة من أجل معالجتها.


الصراع بين رؤساء اللجان في المؤسسات الرياضية يخلق بيئة ملوثة لا تساعد على تطوير الأداء وتحرم كثيرين من تحقيق النجاح الذي يصب في صالح الاتحاد أو النادي، لذا على كل مجلس إدارة أن يتأكد من خلو بيئته من هذا التداخل وهذا الصراع حتى تبقى ساحة العمل نظيفة تشجع على العطاء والإبداع.


من الضروري أن تضع مجالس الإدارات معايير واضحة لعمل اللجان والإدارات حتى لا يحدث التداخل غير الحميد، لكن في الوقت نفسه لا بد من تشجيع تبادل وجهات النظر بين رؤساء اللجان، لأن أي خلل في لجنة ما يؤثر في عمل الأخرى.

أفضل طريقة لمعالجة العيوب تكمن في تعزيز التعاون بين اللجان وعناصرها وليس التدخل في شؤونها.