الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

أزمة رياضتنا إدارية

بصراحة لم أُفاجأ بحجم التفاعل حول ما تطرقت إليه في المقال السابق في جزئية الاحتراف الإداري، وردود الأفعال المختلفة جميعها تؤكد مدى حاجة رياضتنا لنقلة حقيقية تخرجها من محيطها التقليدي، وهذا ما اتفق عليه الجميع. ولضمان تحقيق تلك المعادلة لابد من أن تكون البداية من الأساس المتمثل في الإدارة لأنها المحور الفعلي لتطور ورقي أي منظومة أو تخلفها، ولأننا اعتدنا على أن يكون الهرم مقلوباً في التعاطي مع شؤون رياضتنا المحلية، طبقنا الاحتراف على اللاعبين قبل أن نطبقه على الإداريين الذين سيتعاملون مع المنظومة، ولأن فاقد الشيء لا يعطيه جاءت مخرجات الاحتراف عندنا سطحية لأننا ركزنا على القشور وتجاهلنا المضمون. وما تجنيه رياضتنا من وراء الاحتراف حالياً هو في الأساس محصلة ما زرعناه خطأ وجهلاً قبل 12 عاماً.

ما ضاعف من حجم الفجوة في التعاطي مع الاحتراف الحقيقي المبني على أسس وقواعد وقوانين علمية وبين الاحتراف الوهمي الذي صنعه إداريون هواة لا يدركون من الاحتراف سوى المسمى، هو عدم تفرغ الإداريين العاملين في مؤسساتنا الرياضية سواء في الاتحادات أو الأندية، وذلك من أكبر المشاكل التي أدت إلى تراجع رياضتنا منذ دخولنا عالم الاحتراف، فهل من المنطقي أن يتعامل إداريون هواة مع منظومة قائمة على التخصص وتحكمها الأنظمة واللوائح، وهل من المقبول بعد أكثر من 12 عاماً من بدء العلاقة مع الاحتراف أن يبقى الإداريون يعملون بنظام التطوع أو المكافأة وكل ما يربطهم بالعمل محصور بساعتين في اليوم أو الأسبوع حسب الظروف، وهل بإمكان الإداري الموظف صباحاً أن ينتج خلال الفترة المسائية في النادي أو الاتحاد؟.

الحقيقة التي يجب أن نعترف بها والتي علينا مواجهتها بكل شجاعة، هي أن أزمة رياضتنا إدارية ومتمثلة في وجود إداريين هواة غير متفرغين، يديرون ملف الاحتراف ويتعاملون مع لاعبين ومدربين محترفين.


كلمة أخيرة


الاحتراف الإداري وتفرغ الإداريين للعمل الرياضي الحل الأمثل لأزمة رياضتنا، والإصرار على نظام القطعة والعمل التطوعي كان السبب في أن يكون لدينا احتراف هش وأشباه محترفين.. إنها الحقيقة.