السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

إيران.. واللعب بالنار

إيران.. واللعب بالنار

نجوى الزرعوني

تأتي الضربات الصاروخية الإيرانية الأخيرة على القواعد العسكرية الأمريكية في العراق كتصعيد خطير من قبل إيران، من باب الرد على مقتل قاسم سليماني، وإذا كان ساسة إيران يعتقدون أنهم قادرون على متابعة محاربة أمريكا في أراضٍ خارجية، فهم مخطئون، لأن الرد الأمريكي سيكون قاسياً.
القصف الإيراني على قاعدة عين الأسد في العراق وعلى القاعدة الأخرى في أربيل يعني احتمال نشوب حرب، ومستوى هذه الحرب يتوقف على أسلوب الرد الأمريكي، فإن جاء بقصف الداخل الإيراني فإنها ستخلف دماراً كبيراً، ربما يجعل طهران تتهور لتعود إلى ممارساتها العبثية باستهداف ناقلات النفط في المنطقة أو قصف بعض الأماكن كما فعلت قبل مدة بقصفها ـ عن طريق وكلائها ـ موقعاً في أرامكو بالمملكة العربية السعودية، وهذا قد يتسبب في زيادة مساحات المواجهة أو دخول دول أخرى في الحرب، ما يجعل طهران في مواجهة قوى دولية لا طاقة لديها بمواجهتها.
من الواضح أن القصف الإيراني يندرج في نطاق إقناع الشعب الإيراني بأن دولته قوية، وقوتها توازي قوة الولايات المتحدة، كما أنه يندرج في نطاق التهور المتواصل للسياسة الإيرانية، وعدم قدرة قيادات طهران على التحول إلى الفكر السلمي بدل انتهاج الأسلوب التخريبي الذي لن يفيدها في شيء، ولن يؤدي سوى لمزيد من العقوبات على إيران، التي لم تدرك أن اللعب بالنار مع دولة كالولايات المتحدة ينعكس عليها سلباً، لأن أمريكا لن تتأثر بصواريخ عدة تسقط على مواقع خارجها، أما إيران فسوف يعيدها قصف أمريكي قروناً إلى الوراء.