الثلاثاء - 08 أكتوبر 2024
الثلاثاء - 08 أكتوبر 2024

لا أحد يقرأ «اتفاقية الاستخدام»

لا أحد يقرأ «اتفاقية الاستخدام»

عبدالله المهيري

قرأت قصة لمبرمج أمريكي يحكي عن تجربته مع شراء برنامج في الماضي، فكانت البرامج تأتي في صناديق كبيرة تحوي أدلة استخدام ووثائق مختلفة، ومن بين الوثائق هناك اتفاقية الاستخدام، التي تقول إنك باستخدام البرنامج توافق على بنود الاتفاقية، وهي وثيقة طويلة، تكتب بخط صغير وبلغة قانونية، لذلك من النادر أن يقرأها أحد، لكن المبرمج الأمريكي قرأها كلها، وفي وسط الوثيقة وجد بنداً يقول «اتصل على هذا الرقم وسنعطيك ألف دولار»، واتصل وأرسلوا له الألف دولار، وهو الوحيد الذي فعل ذلك كما أخبروه.

اتفاقيات الاستخدام تواجهنا كلنا كمستخدمي التقنيات الرقمية وكلنا لا نقرؤها، نوافق عليها بسرعة دون انتباه لبنودها، هذه الاتفاقيات نراها عند شراء أجهزة جديدة مثل: الهواتف، أو شراء برامج، أو الاشتراك في خدمات مثل بث الأفلام، وبعضها يحتوي أكثر من اتفاقية.

أنت كمستخدم ليس لديك خيار سوى الموافقة أو عدمها، الاتفاقية قد تحوي بنوداً حول جمع بياناتك الشخصية وبيعها لأطراف ثالثة، أو قد تحوي بنوداً تخبرك بأن ما تشتريه من الخدمة من كتب وأفلام لا تملكها فعلياً، وأن للشركة حق حذفها من جهازك في أي وقت وأي سبب، وقد حدث هذا للبعض.


هناك جهود لمساعدة الناس على معرفة اتفاقيات الاستخدام وما تحويه من بنود، لكن أغلب الناس لا يعرفونها، وأظن أن العديد لا يهتمون بها، لأن الفرد منا لم يشترِ جهازاً أو يشترك في خدمة إلا لاستخدامها وسيوافق على أي شيء، لذلك هناك حاجة لدفع الشركات لتقديم وثيقة تختصر بنود الاتفاقية، وتكتبها بلغة يسهل فهمها، حتى يعرف الناس ما الذي يوافقون عليه.