الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

استفزاز مستمر

كلما تقترب مشاركات المنتخبات الوطنية لكرة القدم في التصفيات أو البطولات، تظهر مرة أخرى الأسطوانة المشروخة الخاصة بمكافآت اللاعبين القدامى ومقارنتها بنظيراتها للجيل الجديد، وهذا بالتأكيد توقيت غير مناسب، لأنه يقلل من جهود ومواهب اللاعبين الذين يتقاضون مكافآت ورواتب أفضل من الأجيال السابقة.

إن تحسّن مكافآت اللاعبين أمر طبيعي جداً بسبب القوة الاقتصادية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وكذلك بسبب اهتمام القيادة الرشيدة بأبنائها في جميع المجالات، فالقيادة حسنّت الظروف المعيشة لجميع فئات المجتمع وليس اللاعبون وحدهم من استفادوا من هذه النقلة الكبيرة.

مكافآت اللاعبين القدامى في الزمن الماضي كانت تتماشى مع تلك الظروف، بحيث لو قارن كل موظف أيضاً الراتب الذي كان يتقاضاه سابقاً مع الراتب الذي يحصل عليه حالياً، فسيرى الفارق الكبير، لذا فإن ارتفاع المكافآت والرواتب مسألة طبيعية.


الأسطورة الأرجنتينية مارادونا كانت رواتبه أقل بكثير من تلميذه ليونيل ميسي، ولو أن مارادونا بموهبته الكروية الفريدة يلعب اليوم لكان قد حصل على مبالغ خيالية يصعب على أي لاعب آخر الحصول عليها.


أيضاً لا يمكن مقارنة ما كان يحصل عليه الأسطورة البرازيلية بيليه مع ما يتقاضاه اللاعبون البرازيليون الجدد، فالظروف تغيرت، ونظام الاحتراف الحالي له معايير مختلفة، كما أن كرة القدم أصبحت قوة اقتصادية كبيرة ولها تأثير واضح في الاقتصاد العالمي.

يمكن الحديث عن مكافآت اللاعبين القدامى في أوقات مناسبة وبطرق غير استفزازية، لتسليط الضوء على جزء من التغيير الذي شهدته الكرة الإماراتية خلال العقود الماضية ولتتبع مسيرة التطور، لكن التطرق إلى هذا الموضوع أكثر من مرة لغرض استفزاز لاعبي الجيل الحالي لا يخدم أحداً من الأجيال السابقة والحالية.

الضغط على إدارات الأندية وشركات كرة القدم من أجل تقليل مكافآت اللاعبين الحاليين أمر غير مستحسن، فلكل زمان ظرفه الخاص ومعاييره المختلفة، ولكل جيل ما يستحقه من أتعاب.

نأمل أن يتوقف لاعبو الجيل السابق عن استفزاز لاعبي اليوم، بل عليهم تشجيعهم ودفعهم لتطوير مهاراتهم من أجل خدمة الكرة الإماراتية.الضغط على إدارات الأندية من أجل تقليل مكافآت اللاعبين الحاليين أمر غير مستحسن