الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

الفجوة الفنية

نجحت منتخبات الفئات العمرية الإماراتية في إثبات هويتها، وأثبتت أنها لا تختلف من حيث القوة عن منتخبات القارة الآسيوية، حدث ذلك البناء خلال مجلس اتحاد الكرة برئاسة محمد خلفان الرميثي وفريق عمله.

ومن الأسباب التي شكلت قوة تلك المنتخبات، المعسكرات الطويلة نسبياً والمراقبة الفنية المستمرة وتحليل نقاط القوة والضعف خلال المعسكرات والمباريات الودية، استمرت هذه المنتخبات في تحقيق الإنجازات إلى فترة ما بعد استقالة المجلس عام 2011.

كانت الأندية خلال تلك الفترة مرنة نوعاً ما ومتقبلة فكرة المعسكرات الطويلة، حيث كانت اعتراضاتها ليست شديدة وغير مصحوبة بمواقف سلبية تجاه المنتخبات، بل كانت المواقف الإيجابية لإدارات الأندية تشكل عنصراً مهماً من عناصر نجاح المنتخبات الوطنية.


عندما بدأ الاحتراف يثّبت ركائزه بقوة في المسابقات المحلية، ظهرت للوجود فكرة رفض المعسكرات الطويلة من إدارات الأندية، وقد تحقق هذا الأمر، لكن في الوقت ذاته لم تغير الأندية طرق إعداد اللاعب المحلي بما يخدم مهمته في المنتخبات الوطنية، لذا أصبح هذا التغيير سبباً في تراجع أداء المنتخبات الوطنية وفي تشويه هويتها، فضلاً عن أسباب أخرى.


في الفترة الأخيرة ظهرت اتهامات متبادلة بين مدربي المنتخبات الوطنية ومدربي فرق الأندية، وكل جهة تتهم الأخرى بالتسبب بهبوط لياقة اللاعبين وبحدوث الإصابات.

الكرة الإماراتية في حاجة إلى مؤتمر يحضره نخبة من المدربين الذين أشرفوا على فرق الأندية والمنتخبات الوطنية خلال العقد الماضي لمناقشة طرق إعداد لاعب كرة القدم الإماراتي وتسليط الضوء على الخلل الحقيقي من أجل معالجته بخطط واقعية وآليات تنفيذ واضحة.

ويظهر بعض الأحيان فارق واضح بين اللاعب المحلي ولاعبي منتخبات كوريا الجنوبية واليابان وأستراليا وأوزبكستان، والآن بدأ الفارق يتسع مع لاعبين من منتخبات أخرى كانت ضعيفة إلى حدّ ما، مثل تايلاند وفيتنام.

هذا الأمر في حاجة إلى مناقشة هادئة ليس لغرض تبادل الاتهامات أو إثبات من كان مصيباً ومن كان مخطئاً، بل لمعالجة الخلل وإيجاد المناهج الصحيحة التي تساعد على ردم الفجوة الفنية بين منتخباتنا الوطنية مع منتخبات القارة المتطورة.