الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

حكمة الأهلي مع الهلالاب

ذكرني موقف أصدقائي من جماهير "الهلالاب"، مشجعي الهلال السوداني، من الأهلي المصري والأحداث المؤسفة التي وقعت منذ أيام في مباراة الإياب بمرحلة المجموعات بدوري أبطال أفريقيا بالخرطوم بين الفريقين، من شغب ومحاولات اعتداء وغزو الملعب، بما حدث من نفس الجماهير قبل 35 عاماً، وهي أحداث مشابهة عشتها بنفسي إبان مصاحبتي بعثة نادي الزمالك بالخرطوم بنفس البطولة وأمام نفس الفريق ولكن بدور الـ16، ووقتها كان الزمالك متقدماً بـ4 أهداف نظيفة بمباراة الذهاب بالقاهرة، وكان ذلك في مايو 1985 إبان انتفاضة الشعب السوداني، وتولي طيب الذكر الراحل سوار الذهب مقاليد السلطة، بعد إبعاد الرئيس جعفر النميري، وكان من الصعب تعويض هذا الفارق، ولكن ذلك لم يمنع الإعلام من شحن الهلالاب في حملة غاضبة، للثأر من الزمالك.

وانتهت أيضاً مباراة الخرطوم بالتعادل بهدف لكل فريق، ولكن الجماهير اكتفت بهتافات رقيقة في الملعب "التحكيم فاشل"، وتمخض الشغب عن بضعة أحجار هشمت زجاج نوافذ سيارة لاعبي الزمالك التي كنت بداخلها، ولكن الله سلم ولم تحدث إصابات، ولا أتذكر أيضاً أن الزمالك تقدم بشكوى.. والواقع أن الشعب السوداني كان مستمتعاً بانتفاضته وحرية تكوين الأحزاب والبراح الذي أتاحه الزعيم الزاهد سوار الذهب، للجميع للمشاركة، واستغني عن بريق وجبروت السلطة بعد عام واحد معتزلاً العمل السياسي.

أما موقف جماهير الهلال منذ أيام مع الأهلي، وسط ظروف سياسية مشابهة، فقد كان مشحوناً بعصبية وغضب وتوتر، لا أدري ما سببه خاصة تجاه الحكم المغربي رضوان جيد وبعثة الأهلي، ولولا قوة الحماية الأمنية لأرض الملعب وللحكم ولاعبي الأهلي، لحدثت كوارث خاصة في محاولات اقتحام الملعب وإلقاء الفوارغ والزجاجات على أرض استاد.


وقد أعجبني الموقف الهادئ والحكيم لمجلس إدارة الأهلي بالتراجع عن تقديم شكوى رسمية ضد الهلال، في بيان بليغ استغرب فيه سلوك الجماهير المسيئة، وشكر التدخل الحاسم لرجال الشرطة والجيش السوداني، وأوضح أن حرص الأهلي على علاقات الشعبين وعلاقته الخاصة مع الهلال، جعله يتنازل عن الشكوى. وأنتظر رد الهلالاب، خاصة أنني تابعت تدريباتهم بالقاهرة عام 1985 باستاد الأهلي!.