الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

القفز على الأحزان

التعاطي مع واقع رياضتنا المحلية أشبه بالتعامل مع مسابقة قفز الحواجز، وأصبحنا أفضل من يجيد التعامل مع إخفاقاتنا وتراجعنا المحلي والخارجي بأسلوب القفز على الأحزان، وعندما نسقط خارجياً نلجأ لمسابقاتنا المحلية في محاولة للنسيان، وعندما نسقط محلياً نقفز منها لمسابقة أخرى عل وعسى تكون بوابة الأمل الجديدة، وهكذا أصبحت منتخباتنا وأنديتنا تعيش دوامة جميع تفاصيلها مبني على الهروب، ولكن إلى أين وإلي متى وكيف؟ لا أحد يعلم، وحتى الذي لديه بعض العلم بات يلتزم الصمت، بعد أن أصبحت هناك قناعة بأن السكوت من ذهب في زمن لم يعد الكلام فيه مباح.

وصلنا مرحلة اليأس بسبب حالة التراجع التي تغلف وتسيطر على واقعنا الرياضي، وكأن هذا القطاع بكل ما يتضمن ويحتوي من مساحة وأهمية في المجتمع ليست له أولوية، بينما الواقع يخالف ذلك والقيادة الرشيدة والسياسة العامة للحكومة تضعها في المقدمة وتمنحها الأولوية، ولكن وجود فجوة بين الجهة المشرعة المتمثلة في هيئة الرياضة، والأهلية الممثلة في اللجنة الأولمبية أوجد فراغاً كبيراً في العلاقة، وعدم وجود اتفاق أو انسجام بين المؤسستين الأهم والأكبر في الدولة لأسباب شخصية، أوصل العلاقة بين الطرفين إلى تجاهل وخصام بسبب أشخاص، ومن يدفع ثمن ذلك الخلاف هو رياضتنا التي وصلت لمرحلة من التراجع تصعب فيها العودة.

ليست هذه هي المرة الأولى التي نتطرق فيها لهذا الموضوع ولست الشخص الوحيد الذي وقف أمام أهم معضلة تعاني منها رياضتنا، وسبق أن توقف عندها كثيرون والجميع دق ناقوس الخطر وحذر من خطورة الوضع، ولكن الوضع للأسف الشديد يزداد صعوبة، وبعد كل تغير يطال المؤسستين الرسمية والأهلية نستبشر خيراً، ونفتح لأنفسنا أبواب الأمل بتحسن الأوضاع والعودة للصواب، قبل أن نتفاجأ بأن التغير ليس سوى محاولة لتغير الوجوه والأسماء بينما الواقع ثابت لم يتغير، لأن من يدير العملية حاضر ولم يتغير وهو من يتلاعب بمقدرات رياضتنا من خلف الكواليس.


كلمة أخيرة


القفز على أحزان رياضتنا سبيلنا الوحيد إلى أن يأتي الفرج، ولكن متى وكيف؟ العلم عند رب العباد.