الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

شجاعة مدربين

تأهلت فرق العين والشارقة والظفرة وبني ياس إلى الدور نصف النهائي في مسابقة كأس صاحب السمو رئيس الدولة لكرة القدم، وهذا التأهل جاء ليرفع معدل الأمل لهذه الفرق وجماهيرها، فالكأس الغالية حلم الأندية الإماراتية وإداراتها وعشاقها.

خروج الفريقين الكبيرين شباب الأهلي دبي والجزيرة من البطولة أمر محزن، لكن هذه حال مباريات خروج المغلوب، لا بد للخاسر من أن يودع المنافسة حتى وإن كان كبيراً ومدججاً بالنجوم.

معظم المباريات سادها طابع الحذر، لأن مباريات خروج المغلوب لا تمنح فرصة للخاسر لكي يواصل مشواره.


مباراة العين والوصل استثناء من قاعدة الحذر لأنها كانت مفتوحة طوال الوقت، وكان اللاعبون يقاتلون من دون هوادة، ولم تظهر أي علامة استسلام مبكر لأي فريق، وهذا ما جعل المواجهة مميزة في متعتها وسرعتها وقوتها وإصرار اللاعبين على ترك بصمة للأجيال الكروية الجديدة.


ما الذي جعل الزعيم يسجل 6 أهداف في مرمى الإمبراطور؟ وما القوة غير المرئية التي ساعدت الوصل على تسجيل 5 أهداف في مرمى العين؟

ربما كانت شجاعة مدربي الفريقين سبباً في جعل المبار ة مميزة، فلم يظهر بيدرو مدرب الزعيم ولا ريجكامب مدرب الإمبراطور أي خوف أو تردد من الخسارة، لذا أقدما على صناعة الفرجة الهجومية وتسجيل أكثر عدد من الأهداف في مباراة تميزت بالكر والفر.

المسابقات المحلية الأخرى في حاجة إلى مباريات مماثلة تشبه في تفاصيلها مباراة العين والوصل من حيث الجرأة والمتعة والسرعة وعدد الأهداف، لأن مثل هذا النوع من الأداء يُحسّن أداء اللاعبين ويوفر فرصة لإعداد وتجهيز اللاعبين الدوليين بصورة جيدة.

مباراة الزعيم والإمبراطور تلفت الانتباه وتجلب الأضواء إلى المسابقات المحلية، لكننا لا نريدها أن تبقى يتيمة، بل نريد لها أخوات في المسابقات الأخرى.

مواجهة العين والوصل كشفت أيضاً القوة الهجومية للفريقين والضعف الواضح في خطى الدفاع، كما أنها سلطت الضوء على نقطة مهمة جداً، هي أن فرقنا المحلية بإمكانها أن تقدم مستويات أفضل مما قدمته في السابق إذا يتخلى المدربون عن الحذر المبالغ فيه.