يشكل التشكيك في نجاح المبادرات والأفكار الجديدة أحد العوائق التي تحول دون تحقيق التقدم، والتشكيك حالة موجودة في معظم المجتمعات ومختلف الاختصاصات، وينجح الشك في بعض الأحيان في غرس اليأس وإحباط أي مشروع قبل أن يُولد، خصوصاً عندما يؤمن الممولون بالمشككين وأفكارهم المُحبطة، ويتجاهلون الاستماع إلى أصحاب المبادرات الخلاقة.
هذا ما حدث للدكتور كريتسيان برنارد، عندما قام بأول عملية زراعة قلب حقيقي بين البشر عام 1967 للمريض واتشكاس الذي تُوفي بعد العملية ب 18 يوماً، بسبب التهاب رئوي كما تشير المصادر التاريخية العلمية، لكن الدكتور برنارد لم يستسلم، فأجرى عملية أخرى عام 1968 للمريض فليب فلايبرغ، وحققت نجاحاً كبيراً حتى أصبحت نقطة تحول في تاريخ الطب البشري.
برنارد لم يرفع الراية البيضاء بسبب كثرة المشككين في نجاحه، بل حوَّل التشكيك إلى محفز، ليكتب قصة علمية ما زالت تنقذ آلاف البشر سنوياً.
فكرة منصة ابتكار التي اطلقتها رابطة المحترفين، واشترك فيها طلاب وأساتذة جامعات ولاعبون، مبادرة إيجابية ستحقق نقلة نوعية في العلاقة بين كرة القدم والمجتمع، وبالتالي يمكن أن تبني جسراً بين الطلاب ومدرجات الملاعب.
هذه المبادرة ليست في حاجة إلى تشكيك، وليس من الحكمة قتلها في مهدها، بل الحكمة أن يعمل الجميع على دعمها وإنجاحها وتنشيط دورتها الدموية باستمرار، لأن الانفتاح على الجامعات والمدارس وبقية فئات المجتمع، يقوي العلاقة بين كرة القدم ومحيطها.
على رابطة المحترفين أن تواصل عملها من أجل إنجاح هذه المبادرة الخلاقة، وألا تستسلم لوجهات نظر المشككين التي، قد تظهر، للتقليل من قيمة هذه الفكرة، فقد عودتنا التجارب السابقة، بأن كل فكرة جديدة تُولد، يُولد معها معارضون يحاولون قتلها في مهدها.
منصة ابتكار في حاجة إلى أن تبقى نشيطة على الدوام، ليست لها استراحة أو عطلة، وأن تكون حيوية في تفاعلها مع بقية شرائح المجتمع والجاليات التي تقيم في دولة الإمارات العربية المتحدة.