الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

صمت المدرجات

في الرياضة لم يعد هناك صوت يعلو على صوت (كورونا) الذي سحب البساط من نجوم الرياضة في مختلف دول العالم، وبعد قرار منع المصافحة والاحتكاك بين اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية خوفاً من العدوى، كان قرار إقامة المباريات بدون حضور الجماهير أكثر تأثيراً من ذلك المتعلق بالتأجيل أو الإلغاء، ونتيجة لذلك القرار الذي تم سريانه في عدد كبير من ملاعب العالم فقدت الرياضة الجزء الأهم من عناصرها المؤثرة، ولكم أن تتخيلوا مباريات دون جماهير وملاعب تصرخ بصمت، فيما تتعالى أصوات اللاعبين والمدربين التي حلت محل صخب الجماهير وازدحام المدرجات، التي باتت خاوية تستنجد بمن يخلصها من الفيروس ويعيد لها حيويتها ويبث الحياة في أروقتها من جديد.

ولأننا لسنا في معزل عما يحدث في مختلف دول العالم بل على العكس، كانت الإمارات من أوائل الدول التي تعاملت مع (كورونا) بشفافية ووضوح، مع جملة من الإجراءات الاحترازية والفورية للحيلولة دون تفشي الفيروس وانتقاله بين أفراد المجتمع، الأمر الذي كان وراء اعتماد الدراسة عن بعد لمختلف المراحل الدراسية كخطوة استباقية، تبعتها خطوات مماثلة بإعلان إيقاف الأنشطة الرياضية المحلية والدولية، واستمرار بعضها بشرط إقامتها بدون جمهور كما هو الحال مع منافسات كرة القدم، وتم تطبيقه والعمل به في الجولة المنتهية من الدوري، حيث لم يُسمح للجماهير بحضور المباريات التي ستقام في مدرجات صامته.

البعض يرى أن إقامة المباريات بهذه الكيفية قد تكون لها تأثيرات سلبية في حالة وجود حالة إيجابية لأحد أفراد الإدارة الفنية أو اللاعبين، ويرى أولئك أنه من الأفضل تأجيل المسابقة تطبيقاً لمبدأ الوقاية، ويستند أصحاب ذلك الرأي إلى موقف الاتحادات التي اتخذت قرار التأجيل حتى إشعار آخر، وبين الرأي والآخر تبقى مسألة التصدي للوباء الذي أصاب أغلب دول العالم وشل الحركة فيها مهمة إنسانية، نحن جميعاً معنيون بها ومطالبون بالتعامل معها بصوت عالٍ يكسر صمت المدرجات.

كلمة أخيرة بين التفاؤل بإيجاد حل قريب يخلص العالم من كورونا وبين الحذر المغلف بالقلق، سيبقى الصمت مسيطراً على جميع مظاهر الحياة حتى إشعار آخر.