الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

العودة للصواب

في الظروف الاستثنائية والطارئة كالتي يمر بها العالم في هذه الفترة حيث تتحد وتتضافر الجهود لمحاربة فيروس كورونا، من الطبيعي أن تكون التعليمات العليا الصادرة من الجهات الرسمية هي الأساس في تحديد خطواتنا وقراراتنا، وهي التي تتحكم في تعاملاتنا وتتدخل في أسلوب حياتنا، لأن الجميع متفق وعلى قناعة بأن تلك الإجراءات الصارمة تصب في صالح الوطن والمواطن والمقيم، وللتوضيح عندما اتخذت هيئة الرياضة قراراً بتأجيل وتعليق جميع الأنشطة الرياضية في الدولة، فإنها لم تتخذ تلك الخطوة إلا بناء على توجيهات من جهات رسمية عليا، لأن المرحلة الحالية تتطلب إيقاف جميع أشكال التجمعات الرياضية تحقيقاً للمصلحة العليا، ومن هنا كان القرار الذي اتخذه اتحاد الكرة بالسماح باستئناف النشاط الرياضي في الأندية، محل استغراب ودهشة خاصة كونه صدر من أكبر اتحاد رياضي في الدولة.

في يوم الأحد 22 من مارس الجاري أصدر اتحاد الكرة تعميماً للأندية يسمح بعودة التدريبات بأندية المحترفين والدرجة الأولى للفريق الأول والرديف، شريطة توفير الإجراءات الوقائية اللازمة بما فيها إجراء الفحص الطبي على جميع اللاعبين وأعضاء الأجهزة الفنية والإدارية والطبية والموظفين، ولأن توقيت القرار جاء في وقت أصبحت فيه أرقام الإصابات تتضاعف من ساعة وأخرى، والعالم بأكمله في حالة استنفار وطوارئ قصوى لكبح جماح الفيروس الذي استفحل في مختلف قارات العالم، كان قرار اتحاد الكرة باستئناف التدريبات صادماً للجميع دون استثناء، الأمر الذي أشاع حالة من عدم القبول والاستغراب في الشارع الرياضي، الأمر الذي دفع بالقائمين على اتحاد الكرة لإعادة دراسة الموقف بشكل سريع، وإلغاء القرار في غضون ساعات قليلة في خطوة تصحيحية للعودة للصواب، تطبيقاً لمبدأ المصلحة العامة ومصلحة الوطن أولوية غير قابلة للنقاش، الأمر الذي لقي ترحيباً كبيراً من مختلف قطاعات المجتمع.

كلمة أخيرة

الواقع العام الذي يغلف أجواء العالم يفرض على الجميع تقديم المصلحة العامة ومصلحة الوطن، لأن الأولوية لها لا لأي شيء آخر.