الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

أزمة الكرة العالمية

بدأ انفراط عقد دورة طوكيو الأولمبية 2020 بعد إعلان عدة دول الانسحاب من الدورة في حال إقامتها مما ضاعف الشكوك حولها، كما تضاعف الجدل الرياضي عالمياً حول تأجيلها أو إلغائها.

وفي غضون ذلك، بدأ أمس أيضاً جدل جديد ربما أكثر صخباً وعنفاً حول الكرة العالمية ومستقبلها في المرحلة القادمة في ظل تداعيات انتشار وباء كورونا عالمياً.

الجدل الكروي تزامن مع حوار السويسري جياني إنفانتينو رئيس الفيفا مع صحيفة «جازيتا ديلا سبورت» الإيطالية، بمناسبة عيد ميلاده الخمسين، والذي أدلى فيه بآراء استفزت العديد من الكرويين وعلى رأسهم مسؤولو الدوريات الخمسة الكبرى في أوروبا، وخصوصاً حين قال: «نحن بحاجة إلى دراسة التداعيات العالمية لأزمة فيروس كورونا، فالموقف الآن صعب، نحن لا نعرف متى تعود الأمور إلى طبيعتها، لكن دعونا ننظر إلى الفرص، ربما يمكننا إصلاح كرة القدم العالمية من خلال التراجع خطوة إلى الوراء، بنسق مختلف وعدد أقل من البطولات. والأكثر إثارة للاهتمام أنه قد يكون هناك عدد أقل من الفرق، لكن بشكل أكثر عدلاً، عدد أقل من المباريات لحماية صحة اللاعبين..إن ذلك ليس خيالاً علمياً، علينا أن نقدر الأضرار، وسنرى كيف سنتعامل معها».

بالطبع كان إنفاتينو يلمز منتقداً كثرة المباريات في الدوريات الأوروبية الكبرى المكونة من 20 نادياً، والمشاركات العديدة لأنديتها في بطولات محلية وأوروبية، تجعل اللاعب يشارك في أكثر من 50 مباراة في الموسم الواحد.

الرد الأول على إنفانتينو، جاء كوصلة «ردح» عنيفة وساخرة من خافيير تيباس رئيس رابطة الدوري الإسباني، حول تقليص عدد المباريات وعدد الفرق، وتناقض ذلك مع سلوك الفيفا في توسيعه بطولة العالم للأندية من 7 أندية إلى 24 نادياً وتنظيمه مباريات عالمية أخرى لا فائدة منها.

وأعتقد أن الجدل سينضم إليه عدة أطراف في منظومة الكرة العالمية وخاصة في الدوريات الكبرى والاتحاد الأوروبي، لأن الأمر يتعلق بكعكة البطولات الكروية وأرباحها التي تقدر بالمليارات، والتي تتصارع عليها الاتحادات القارية مع الفيفا. أعتقد أن الجدل القادم سيهز بعنف نظام الكرة العالمي الذي يتعرض لأخطر أزماته مع فيروس كورونا وتداعياته.