الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

باي باي طوكيو

أبديت وجهة نظري بشكل قاطع منذ أسابيع عديدة بضرورة تأجيل أو إلغاء دورة الألعاب الأوليمبية في الصيف القادم بطوكيو بسبب توابع انتشار وباء فيروس كورونا القاتل، والتي توقعت أن يكون هذا مصيرها رغم العناد والتشبث الكبير من السلطات اليابانية واللجنة الأولمبية الدولية برئاسة الألماني توماس باخ، بإقامة الدورة في موعدها، الأمر الذي سيؤدي إلى خسائر باهظة مباشرة وغير مباشرة تقدر بعشرات المليارات من الدولارات للجنة الدولية وأضعافها للحكومة والشركات اليابانية.

وتوقعت في مقالين متتاليين مؤخراً، أن الأمور لن تمضي على هوى المنظمين حتى ولو بتأجيل البت في القرار النهائي لمصير الدورة، وكنت أود أن أتوقف ولو مؤقتاً عن متابعة وتحليل ما يجري على الساحة العالمية بهذا الشأن، ولكن ما توقعته حدث بالفعل الثلاثاء الماضي، وتم تأجيل الدورة رغماً عن اللجنة والدولة المنظمة، استجابة لضغوط وانتقادات المجتمع الدولي والرياضيين أنفسهم، الذين نعتوا توماس باخ رئيس اللجنة الأوليمبية الدولية بأشنع الصفات، وكانت الورقة الأهم قرارت الدول التي أعلنت انسحابها بالفعل مثل كندا وأستراليا، وكانت في الطريق دول أخرى على رأسها الولايات المتحدة وإنجلترا وفرنسا.

الجدل والمشاحنات والانتقادات انتقلت بعد قرار التأجيل إلى الموعد الجديد المتوقع للدورة والمقرر في الغالب في صيف عام 2021، والحقائق التي يتعامى عنها الجميع، أن أجندة الرياضة العالمية لن تتحمل إقامة دورة طوكيو في هذا التوقيت، فالعام المقبل سيشهد البطولات القارية المؤجلة في كرة القدم وباقي الألعاب للقارات الست، ومعها نصف مقاعد التصفيات النهائية الأوليمبية، والأهم أنه سيشهد التصفيات الأخيرة لمونديال كأس العالم 2022.. والسيناريو الأكثر مرارة أن الإلغاء قد يكون مصير دورة طوكيو الأولمبية، بعد شجون مرحلة التأجيل، وخاصة أنه لم يتذكر أحد حتى الآن مجرد استشارة رأي الدولة المنظمة للأولمبياد بعد القادم المقرر في العاصمة الفرنسية باريس صيف عام 2024.. فهل تقام دورة طوكيو أم يتجاوزها التاريخ الأولمبي كما تجاوز من قبل 3 دورات أخرى؟