الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

أنديتنا وتداعيات كورونا

يبدو أن تداعيات فيروس كورونا المتفشي في مختلف أرجاء العالم لم تؤثر على أنديتنا، التي لم تهتم أبداً بهذا الأمر، ودخلت بكل قوة في سوق الانتقالات قبل فتح الباب رسمياً، وبدأت المفاوضات، وزادت الأرقام «الفلكية»، وهناك من حسم بعض التعاقدات، وآخر يفاوض ويرفع في السعر، وهناك أندية قليلة جداً «أقل من أصابع اليد الواحدة» ما زالت تراقب الوضع وملتزمة بسقف الرواتب، لكنها تفقد لاعبيها والمواهب بسبب الأندية الأخرى.

تابعنا التصريحات المختلفة التي خرجت في أكبر الدوريات الأوروبية، لا سيما الألماني، إذ شدد رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم على أن أزمة كورونا يجب أن تخفض أسعار اللاعبين التي ارتفعت بشكل جنوني، وبلا شك هو يتحدث عن لاعبين يدخلون العديد من الأموال للأندية عن طريق الإعلانات والمقابلات وبيع المنتجات وغيرها من الأمور، عكس ما يحدث عندنا تماماً.

عندما نتحدث عن مراجعة عقود اللاعبين، يظن الذين لدينا أننا نحسدهم، ولكننا نتحدث عن سبب أزمة حقيقية أثرت على منتخباتنا ومستوى كرة القدم لدينا، لأنه من غير الممكن أن يكون سعر بعض اللاعبين لدينا قريباً من قيمة لاعبين في ريال مدريد، ومن غير الممكن أن يتطور اللاعب ويفكر في الاحتراف الخارجي وأن يكون لديه طموح، إذ ما كان يحصل على مبالغ لن يحصل على 10% منها إذ ما احترف خارجياً، لأنه قيمته ضعيفة جداً نظراً لمردوده الفني.

صدقوني.. لن نتحدث عن ارتفاع قيمة اللاعبين المحليين لدينا، إذ كانت الأندية تستفيد منهم تسويقياً ومادياً، وتدخل عن طريقهم ولو 50% من قيمتهم، وإذ ما كان لدينا عناصر قيمتهم الفنية تساوي قيمتهم المادية، على سبيل المثال في السعودية، تجد اللاعب يتقاضى راتباً وفقاً لقدراته ومن ينال مبالغ عالية يساهم في قيادة منتخبه إلى كأس العالم وتحقيق البطولات القارية بالنسبة للأندية، والأمر ليس مجرد رقم وراتب، هناك الوضع مختلف نظراً لكثرة المواهب عكس ما يوجد لدينا.

الأمر بيد الأندية، لكن ما دام أنها تعتمد على الدعم الحكومي، وأقصى طموحاتهم تحقيق لقب قيمته المادية أقل من عقد لاعب واحد، فلن تتم معالجة المشكلة.