السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

جماليات الكرة.. التاريخ والذاكرة

تصنع كرة القدم حكايات لا تنسى لممارسيها ومتابعيها لأنها تُسهم بإنتاج شعورين متضادين، الفرح والحزن، ففي الوقت الذي يحتفل فيه لاعبو وجمهور فريق ما بالنصر، يشعر عناصر الفريق الخاسر بألم وحزن الهزيمة، سواء كانت في مباراة أو بطولة بأكملها.

الجمهور المحايد لا يهمه لون الفائز والمهزوم، لكنه يستمتع بفنون اللاعبين الموهوبين وما يقدمونه من إمتاع على الصعيدين الفردي والجماعي، وكذلك يستمتع العاشق الكروي المحايد بفكر المدرب الذي يترجمه الفريق إلى أداء ومعالجة في الميدان.

هناك مدربون يركزون على الفوز ويهملون الجمالية، لأنهم يؤمنون بأن التاريخ يحتفظ بالأرقام ولا يسجل إن كان الإنجاز مقروناً بأداء جميل أم قبيح، وهناك آخرون يعملون على تحقيق نتائج إيجابية ممزوجة بجمالية الأداء.

الكابتن مهدي علي واحد من المدربين الذين يركزون على تحقيق الفوز من خلال أداء جماعي جمالي مدروس ومحسوب، وبرزت هذه الصورة منذ قيادته لمنتخب شباب الإمارات عام 2008 وتحقيقه كأس آسيا للشباب لأول مرة في تاريخ الكرة الإماراتية.

المدرب مهدي يعرف جيداً قدرات اللاعب المحلي الذهنية والبدنية، لذلك سعى إلى إقامة معسكرات طويلة نسبياً لمعالجة خلل الإعداد في الأندية ولخلق مزيد من الانسجام بين اللاعبين، ومن أبرز المعسكرات التي تعد طويلة، المعسكر الذي سبق مشاركة الأبيض الشاب في كأس العالم تحت 20 سنة في مصر عام 2009، حيث وظف الكابتن مهدي فلسفته التدريبية حينذاك بصورة صحيحة وخلق مجموعة متجانسة أذهلت عشاق الكرة في العالم ووضع منتخب الإمارات الشاب تحت الضوء العالمي لجمالية الأداء وللنتائج الإيجابية التي حققها.

واصل المهندس مهدي علي خلق الجمالية مع المنتخبين الأولمبي والأول وشكّل هوية جديدة للكرة الإماراتية، لكن المؤسف أن النجاحات التاريخية التي حققها المدرب القدير لم تشفع له عندما بدأ المنتخب يتعثر بسبب متغيرات في البيئة المحيطة «بالأبيض»، لذا تعرض لأحكام غير منصفة في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي إلى أن ترك المنتخب وشأنه.

ستبقى إنجازات وبصمات الكابتن القدير مهدي علي مضيئة في تاريخ الكرة الإماراتية ومرسومة في مذكراتنا وراسخة في أذهاننا.