الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

عادت الحياة ولكن

بدأت الحياة تعود تدريجياً لملاعب كرة القدم بعد أشهر من التوقف والحرمان بأوامر من كورونا، عادت الحياة بعد سريان قرار تخفيف التعليق الحذر على الأنشطة الرياضية في مختلف بلدان العالم، التي حاصرها الوباء وسرق منها فرحتها وسلب منها الكثير من الأصدقاء والأحباء، عادت الحياة ولكنها عادت بلا روح وبلا ابتسامة وبملامح مختلفة، أما ما تخبئه النفوس فهي كثيرة وكبيرة ويمكن قراءتها على الوجوه، فأزمة كورونا غيرت ملامح العالم وصورته التي لن تعود إلي ما كانت عليه قبل فبراير الماضي، وحتى تعود يجب علينا الانتظار والانتظار والتمسك بالأمل والإصرار على الحياة إلي أن تعود الروح.

بالأمس عادت عجلة الحياة لتدور في الدوري الإسباني وتزامنت معها عودة منافسات كأس إيطاليا، وكانت ألمانيا سباقة بعودة الحياة لملاعبها منذ 3 أسابيع تقريباً، وقريباً سيعود الدوري الإنجليزي، ولكن من تابع مباريات تلك البطولات الكبرى في العالم سيستشعر حجم الدمار الذي أحدثته الجائحة، التي أحدثت تحولاً رهيباً في المنظومة العالمية، وجعلت الملاعب خاوية على عروشها ومدرجاتها تشتكي من غياب الجماهير، لتسلبها أجمل ما تملك بغياب المتعة والإثارة، حتى رونالدو وميسي صاحبا الشعبية والجماهيرية الأكبر في العالم، لم يكونا ممتعين ولم يتمكنا من تقديم ما من شأنه تعويض الجماهير، التي حكم عليها بعدم الوصول للملاعب لمتابعة المباريات، فعن أي عودة نتحدث بمباريات تقام خلف الأبواب المغلقة ومدرجات خالية من الجماهير ونجوم لا يصفق لهم أحد.

الجماهير هي ملح كرة القدم وصوت المدرجات أجمل ما في كرة القدم وبدونها فلا أهمية للعبة الشعبية الأولى في العالم، قرار تعليق الحضور الجماهيري خارج عن إرادة الجميع بسبب الجائحة، وسيكون ساري المفعول فيما تبقى من الموسم الحالي، وقد يتواصل ويستمر للموسم المقبل، ما يعني أن معاناة المدرجات الخالية من الجماهير ستطول كإجراء احترازي تحسباً لأي مفاجأة غير محسوبة العواقب.

كلمة أخيرة

عادت الحياة للرياضة وهذا هو المهم ولكن حتى تعود الروح التي سلبتها الجائحة، علينا الانتظار كثيراً.