الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

المدرب الجديد ورؤية باروت

لو أخذنا عدداً من المحللين والنقاد والإعلاميين واللاعبين المعتزلين والمدربين المواطنين وطلبنا منهم ترشيح مدرب للمنتخب الوطني لكرة القدم لاختار كل واحد من هؤلاء اسماً معيناً، فلكل فرد زاويته الخاصة التي ينظر من خلالها إلى أهمية المدارس التدريبية ومدى مطابقتها لظروف الكرة الإماراتية، وأيضاً بإمكانه أن يقدم أسباباً مقنعة لاختياره. على سبيل المثال، لو حصرنا الرقم بـ10 أشخاص لهم حق الاختيار، ربما يختار هؤلاء 10 مدربين من جغرافيات متباعدة أو متقاربة.

هذا الاختلاف في عملية الانتقاء أمر طبيعي، لأن كل فرد له قراءة مختلفة نتيجة لخبراته وتجاربه في عالم اللعبة الشعبية، لكن الحقيقة أن المنتخب يحتاج إلى مدرب واحد لا غير، لذا عندما يتم اختيار مدرب ما، من مدرسة ما، يجب أن ينتهي الجدل ويتحول الاختلاف إلى دعم ومساندة للأبيض في تحدياته المقبلة.

التصريح الذي أدلى به المدرب المواطن عيد باروت لقناة دبي الرياضية بخصوص المدرب الجديد كان حكيماً، لأنه حدد الظروف المعقدة المحيطة بعمل مدرب المنتخب نتيجة توقف المسابقات بسبب جائحة كورونا، لذلك طالب باروت الإعلام والجمهور وبقية المؤسسات بدعم المدير الفني خلال الفترة المقبلة، وهذا أمر حكيم، لأن باروت له خبرة واسعة في مجال التدريب ويعرف ما يحتاج إليه المدرب عندما يعمل في الظروف الطبيعية، فكيف إذا كانت الظروف قاهرة.


لا أحد يعرف بالضبط جاهزية اللاعبين الدوليين وما مدى استعدادهم النفسي والبدني للمرحلة المقبلة، وهذه النقطة ستعقّد مهمة المدير الفني الجديد الذي من المتوقع أن يبدأ عمله بمشاهدة مباريات سابقة للمنتخب.


فرصة حصول الأبيض على بطاقة عبور من المرحلة الحالية للتصفيات المشتركة المؤهلة إلى كاس العالم 2022 وآسيا 2023 ممكنة، لكنها ليست سهلة وتحتاج إلى جهود أقل ما يقال عنها عظيمة، وكذلك تحتاج إلى تعاون من جميع الأطراف، وفي مقدمتها الأندية.

كورونا هي مرحلة التحديات، والجيش الأبيض في الإمارات خاضها بنجاح وأثبت قدرة فائقة أذهلت العالم، وعلى "الأبيض" أن يستمد من هذا النجاح طاقته ويثبت جدارته لينتصر هو الآخر على تأثيرات الجائحة ويحقق طموحات جمهوره بالتأهل إلى المونديال.