الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

بلوغ المونديال أسهل من المريخ

قبل 4 أعوام أطلق مروان بن غليطه الرئيس السابق لاتحاد الكرة وبعد 3 أشهر من توليه الرئاسة، تصريحه الشهير عندما قال إن الوصول للمونديال أسهل من الوصول للفضاء، تزامناً مع بدء الخطوات الأولى لتجهيز مسبار الفضاء الإماراتي، والذي واكب حينها تحضيرات منتخبنا الوطني للتصفيات المؤهلة لمونديال روسيا 2018، في إشارة إلي أن من يستطيع الوصول للفضاء يستطيع أن يفعل ما هو أسهل، ولأن الشيء بالشيء يذكر تذكرنا تصريح بن غليطه الشهير الذي مضى عليه 4 سنوات، كانت كافية لكي تكشف الفوارق الشاسعة بين الأحلام والأوهام، وفي الوقت الذي فشل فيه المنتخب في مهمته (السهلة) حسب كلام بن غليطه، يستعد مسبار الأمل الإماراتي للانطلاق للفضاء في خطوة تؤكد، أن كلمة المستحيل ليس لها مكان في قاموس دولة الإمارات، متى ما كانت هناك خطط وأهداف مدروسة وقائمة على أسس علمية.

الوصول للمونديال الروسي كان ممكناً مع ذلك الجيل الذي يصعب أن يتكرر، ولكن تبخر كل شيء لأننا لم نعرف كيف نخطط لأهدافنا ولم نستثمر الإمكانات المتاحة ولم نستفد من الدعم اللامحدود، وبدل أن يستغل اتحاد الكرة كل تلك المقومات لتحقيق أحلام الجماهير الإماراتية، اختار الانشغال بأمور ثانوية فغلبت العشوائية على أدائه وتصدعت جدرانه بسبب الخلافات الداخلية بين الأعضاء، ودفعت كرة الإمارات ومنتخباتها الثمن وكان طبيعياً أن يكون الفشل عنواناً لتلك الممارسات، وفشل الاتحاد في إكمال دورته دليل على ذلك الفشل ولكن الاستقالة جاءت متأخرة وبعد خراب مالطا.

بالتأكيد الوصول للمونديال أسهل من بلوغ المريخ وشتان الفارق بين المهمتين، ولكن الذي جعل من مهمة الوصول للفضاء ممكنة، هو التخطيط السليم ووجود أهداف واضحة وعلمية، وهذا ما توفر لمسبار الأمل الذي يستعد للوصول للفضاء بسواعد إماراتية، وبين السقوط الذريع لمشاريع اتحاد الكرة التي كان أساسها مبنياً على الأحلام الوهمية التي لا يمكن تحويلها لواقع.

كلمة أخيرة

4 أعوام كانت كافية لكي يصل أبناء الإمارات للمريخ، وفي المقابل 4 أعوام كانت كافية لنسف عمل المجالس السابقة وطمس هوية المنتخبات الوطنية، الفارق بين الاثنين التخطيط لا أكثر.