الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

ثمن الممارسات الرجعية

انطلاق مسبار الأمل الإماراتي في مهمته لاستكشاف الكوكب الأحمر، سيمهد الطريق لإحداث تغيرات جذرية في الكثير من المفاهيم التقليدية إلى واقع جديد، بعد أن سجلت الإمارات اسمها كأول دولة عربية تنجح في إرسال قمر صناعي لاستكشاف الفضاء، لتقف شامخة بجانب أعظم الدول عراقة وتطوراً في العالم، وعندما يحدث كل ذلك قبل أن تكمل الدولة 50 عاماً من التأسيس، فإن ذلك يعتبر إعجازاً بحد ذاته ويؤكد أن المستحيل ليس له وجود في قاموس الإمارات وقيادتها وأبنائها.

حدث بهذا الحجم والضخامة من الطبيعي أن يغير صورة الدولة أمام شعوب العالم، التي تابعت تلك اللحظات التاريخية لمسبار الأمل الإماراتي وهو ينطلق للفضاء، محققاً حلم الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي توقع وصول أبناء الإمارات للفضاء قبل 36 عاماً، وها هو الحلم يصبح حقيقة وبعد أن وصل أول رائد إماراتي للفضاء، ها هو أول مسبار عربي يصل للفضاء في مهمة علمية ستكون لها عوائد كبيرة على البشرية حول العالم.

بعد هذه الخطوة الجبارة والنجاح المنقطع النظير لمسبار الأمل الإماراتي، الذي جاء بعد جهد وتخطيط لأكثر من 6 أعوام، لا بد من تحول سريع لجميع القطاعات الحيوية في الدولة بما يوازي تلك النقلة، وفي مقدمتها الرياضة التي تتطلب تغيراً ملحاً في الكثير من المفاهيم المتعلقة بأسلوب التفكير والعمل، ونقصد التغير في أسلوب عمل مؤسساتنا الرياضية، التي ما زالت تمثل الحلقة الأضعف إدارياً قياساً ببقية القطاعات في الدولة، الأمر الذي أصبح بحاجة لإحداث نقلة نوعية وتحول جذري، يخرجها من واقعها المتراجع لواقع يليق باسم الإمارات وما وصلت إليه من تطور ورُقِي في جميع الأصعدة.

الوقوف أمام واقع رياضتنا بشكل عام يكشف لنا أننا متخلفون عن الركب التنموي، وهو أمر يتفق عليه الجميع ولكن بدون أن نجد مبادرة لتغيير ذلك الواقع، الذي أرهق رياضتنا وجعلها تدفع ثمن الممارسات الرجعية لبعض العقليات الإدارية التي انتهت صلاحيتها.

كلمة أخيرة

مسبار الأمل الإماراتي خطوة جديدة من خطوات المجد التي ستغير الكثير من الممارسات، ونتمنى أن تكون الرياضة أحد أوجه التغير وأولها.