الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

الموت السريري لكرة القدم

إذا أردت أن تلعب كرة القدم، عليك أن تتوقع وجود من يحلل أو ينتقد أداءك، سواء كنت تلعب في فريق محترف أو مع فريق «الفريج»، أو كنت تمارس اللعبة لغرض الترويح عن النفس في الشارع أو في ساحة المدرسة. كرة القدم ليس لمن يلعبها فقط، بل لمن يتابعها أيضاً، وليس من حق أحد أن يمنع الناس من ممارسة الكرة أو الحديث عنها وعن أداء عناصرها.

منذ أن ظهرت اللعبة الشعبية للوجود، ظهر إلى جانبها النموذج الفطري للتحليل والنقد. لذا، فإن كرة القدم ربما تموت «سريرياً» إذا توقفت الألسن عن تداولها سواء في القنوات الفضائية وبقية وسائل الإعلام، أو في البيوت والمقاهي، وغيرها من الأماكن.

النقد والتحليل والحديث المستمر أبرز عوامل بقاء كرة القدم على قيد الحياة، حتى هتافات المشجعين وآهاتهم في الملاعب تأتي بصيغة نقدية بعض الأحيان، لهذا السبب علينا أن نزيد جرعات التحليل والنقد، وفي المقابل على اللاعبين والمدربين والإداريين أن يدركوا مسؤوليات الناقد والمحلل والمشجع، وأن يعترفوا بأدوارهم الحيوية في تطوير اللعبة.

في الجانب الآخر، على المحللين والنقاد المحترفين أن يطوروا أدواتهم النقدية من خلال مضاعفة القراءة والمشاهدة والمتابعة الميدانية، فبعض العاملين في هذا المجال لا يميلون إلى تطوير أساليبهم، وبالتالي لا يأتون بشيء جديد.

معروف أن الأم تُحب ولدها بدرجة لا حدود لها، وهي تريد أن ترى ابنها مميزاً في الملاعب، والناس تتغنى باسمه، لكنها أيضاً تحلل أو تنتقد معالجة ابنها لبعض الحالات خلال المباريات. الأب هو الآخر يشجع ولده اللاعب ويحفّزه على تحسين أدائه بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وهذا أيضاً أسلوب نقدي.

كرة القدم المحلية تحتاج في المرحلة المقبلة إلى تنقية فن النقد والتحليل من الشوائب التي ظهرت بصورة واضحة في العقد الماضي، مثل التجريح والتسقيط ومحاولة النيل من الشخصية الرياضية نفسها.

الكرة في ملعب الجميع، وعلى كل منّا أن يؤدي دوره بإتقان في الآتي من الزمان.