الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

الأبيض والكولومبي والصف الدراسي

معظم الأساتذة في المدارس والمعاهد والجامعات يسألون طلبتهم بعد نهاية كل محاضرة عن مدى فهمهم لمادة الدرس، ويطلبون من الطلبة طرح أسئلتهم بشأن النقاط غير المفهومة.

هناك طلبة يسألون أساتذتهم خلال وقت المحاضرة لأنهم يدركون أهمية السؤال والإجابة، وآخرون لا يفضلون طرح الأسئلة لأسباب عدة، منها نفسية واجتماعية، أو بسبب الخجل.

بعض الطلبة يذهبون إلى مكتب الأستاذ بشكل منفرد يطرحون أسئلة جوهرية حول نقاط غير مفهومة في المحاضرة، وهؤلاء الطلبة يكون فهمهم أفضل وينحصر بهم فقط وليس لكل الصف، لذا تظهر فروقات في الدرجات خلال الامتحان.

في كرة القدم، على اللاعب أن يطرح أسئلته على المدرب أمام زملائه، لأن إذا أخفق لاعب واحد في أداء مهمته، فإن الفريق بأكمله ربما يفشل في تحقيق أهدافه.

هذا الربط مهم ويجب أن يعرفه لاعبو المنتخب الوطني لأنهم يتدربون تحت قيادة مدرب جديد له فلسفته الكروية الخاصة الناتجة عن تجاربه في عالم التدريب.

على لاعبي الأبيض أن يطرحوا كل ما يجول في خواطرهم على المدرب الكولومبي خورخي لويس بينتو خلال التدريبات ويناقشوا معه خطته من أجل فهمها وتنفيذها بالشكل الصحيح. كل لاعب في كتيبة المنتخب عليه أن يفهم أدق التفاصيل التي يطرحها المدرب، وعلى بينتو أيضاً أن يكون واضحاً مع اللاعبين في كل شيء، لأن أي غموض ربما يُضعف قدرتهم على أداء واجباتهم بصورة صحيحة، وبالتالي يجعل أداء المنتخب غير مقنع.

كل لاعب دولي يحمل في عقله «اللاواعي» أساليب تدريبية مختلفة اكتسبها من مدربي الأندية والمدربين السابقين للمنتخبات الوطنية، لذا، فإن إيجاد مساحة داخل العقل لأسلوب جديد يحتاج إلى جهد جبّار، خصوصاً عند اللاعبين الذين لديهم تجارب طويلة.

على بينتو أن يفهم في هذا المعسكر سبب ضعف أداء الأبيض خلال الفترة الماضية، لأن فهم السبب يختصر الطريق ويأتي بأفضل الحلول.

باختصار، في الصف الدراسي الواحد، يمكن أن ينجح بعض الطلبة ويفشل آخرون، لكن في المنتخب، فإن الفشل يشمل الجميع، والنجاح كذلك، لذا على كل لاعب في الأبيض أن يكون عامل إنقاذ وليس عامل غرق.