الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

الأعياد اختلفت

كل عام وإماراتنا الغالية قيادة وشعباً بخير وأمن وأمان وعسى كل أيامها أعياداً وأفراحاً ومسرات بإذن الله تعالى.. للمرة الثانية نستقبل أحد أهم المناسبات الاجتماعية بطريقة استثنائية، عيد الأضحى هذا العام يختلف كل الاختلاف عن الأعياد السابقة، وكما احتفلنا بعيد الفطر من بعد دون وجود أو حضور للأهل والأصحاب، يتكرر المشهد ذاته مع عيد الأضحى المبارك الذي نحتفي به بصورة لم نعهدها من قبل، بسبب جائحة كورونا التي غيرت ملامح الحياة في مختلف بقاع العالم، لذا فإن هذا العيد سيظل محفوراً في الذاكرة ولن يبارحها طوال العمر.

جائحة كورونا التي اجتاحت العالم قلبت الموازين وبعثرت البشر وقطعت الطرق ووضعت الحواجز وأغلقت المدن، وأصبح سكان الأرض يعيشون في عزلة تامة في بيوتهم والبعض لا يغادرون غرف الحجر، جائحة كورونا تسببت في توقف حركة الطيران في العالم وعزلت الدول عن بعضها البعض، وأغلقت الحدود التي لم تعد مفتوحة وتحولت الدراسة والعمل من بعد ومن البيوت، ومعها أصبحت الشوارع شبه خالية تشتكي وتسأل عن مرتاديها الذين هجروها وجلسوا في بيوتهم، حتى العيد هذا العام أصبح من بعد وعبر تقنية الإنترنت التي أصبحت الوسيلة الوحيدة المتاحة للتواصل والتهنئة.

الأزمة التي يمر بها العالم بسبب فيروس كورونا كانت بمثابة التحدي بالنسبة للدول ومدى قدرتها على التعامل معه والتصدي له، وهذه الجزئية بالتحديد يجب أن نتوقف أمامها لنفتخر بما قدمته الإمارات للتعامل مع الجائحة، والتي جعلت منها نموذجاً يشار إليه على مستوى العالم، فدولة الإمارات لم تكتف بأن تتصدى للوباء وتضمن كل ما يحتاجه المواطن والمقيم في الدولة، بل مدت يد العون للعشرات من الدول ودعمتها بالمساعدات الطبية لمواجهة الوباء عبر جسر جوي وصل لمختلف قارات العالم، حدث ذلك في الوقت الذي كانت فيه بعض الدول ترفض استقبال مواطنيها الراغبين في العودة لأوطانهم، هكذا هي الإمارات التي كانت وستبقى وطناً تفتح ذراعيها للقريب والبعيد.

كلمة أخيرة

بدء إجراءات تخفيف القيود وعودة الحياة تدريجياً لطبيعتها مؤشرات تؤكد قدرتنا على اجتياز المحنة والانتصار على الوباء بشرط الحذر، حتى نستقبل العيد في العام القادم لنتذكر معاً ما فعلته كورونا بالبشر والبشرية.