الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

المعسكرات المحلية ممكنة

جائحة كورونا فرضت واقعاً جديداً على الرياضة، جعلتها تخوض تجارب استثنائية لم يسبق أن مرت بها، فإلى جانب تجربة التدريب عن بُعد، والاعتماد على الاتصال المرئي في عقد الاجتماعات والدورات والندوات، أجبرت إدارات الأندية والاتحادات على إلغاء المعسكرات الخارجية واستبدالها بالمحلية، بعدما أصبحت الخيار الوحيد المتاح أمام الأندية للإعداد للموسم الرياضي الجديد، في سابقة هي الأولى من نوعها في مسيرة الأندية، التي اعتادت على أن تستعد للموسم الجديد في ربوع أوروبا، ووسط جبالها وأجوائها الربيعية والماطرة، وهو الأمر الذي لن يحدث هذا الموسم بقرار من كورونا، التي ألغت كل تلك المشاريع التي كانت بمثابة العرف الذي اعتادت عليه الأندية مع بداية كل موسم جديد.

توقف حركة الطيران بسبب إغلاق أغلب المطارات، واستمرار سريان الحظر الجوي، لم يترك أمام الأندية أي خيار سوى إقامة معسكراتها داخل الدولة، والاستعانة بأندية الدرجة الأولى لخوض المباريات التجريبية، وهي الأفضل قياساً بفرق الحواري في أوروبا. ووجود بنية تحتية متكاملة ومتطورة من ملاعب للتدريب وفنادق على أعلى مستوى في مختلف مدن الدولة، سيسهل من عودة الفرق واستئناف النشاط الرياضي، على الرغم من ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة في هذه الفترة، التي تعتبر الأصعب قياساً بجميع الفترات الأخرى من السنة.

الملفت في موضوع المعسكرات التحضيرية للموسم الجديد، والتي أصبحت جميعها داخل الدولة، حالة القبول التي سيطرت على الموقف العام من جانب إدارات الأندية، حيث لم يبدِ أي منها معارضة، ولم نجد من يشتكي من صعوبة الطقس، ما يعني أن إقامة المعسكرات داخل الدولة ممكنة مهما كانت صعوبة الطقس وارتفاع نسبة الرطوبة، التي بإمكان التعامل معها والتعود عليها تدريجياً، خاصة وأن الأجواء في أغسطس وسبتمبر، موعد انطلاق الموسم الكروي الجديد، متشابهة.

كلمة أخيرة

إلغاء فكرة المعسكرات الخارجية لأول مرة هذا الموسم واعتماد الأندية بالاستعداد محلياً داخل الدولة، وفر على إدارات الأندية الملايين من ميزانياتها، وأكد أيضاً أن مسألة الطقس وصعوبته لم تكن سوى ذريعة لقضاء إجازة مثالية في أجواء أوروبا.