في الأردن قرر الاتحاد الأردني لكرة القدم تعليق دوري المحترفين وكافة البطولات والأنشطة الفنية والإدارية 14 يوماً، بعد تسجيل 8 إصابات بفيروس كورونا بين صفوف لاعبي وأفراد فريق الفيصلي، ما ترتب عليه إدخال جميع اللاعبين والجهاز الفني والإداري في الحجر الصحي. ومحلياً تقرر تأجيل مباراة الوحدة وبني ياس المقررة ضمن دورة أندية أبوظبي الودية، نتيجة تأخر استلام نتائج الفحص الطبي للاعبين، مما أدى لإعادة جدولة البطولة، وهناك العديد من المواقف المشابهة تم تسجيلها في العديد من دول العالم، الأمر الذي كان وراء إحداث ارتباك واضح ومؤثر على جدولة البطولات، وهو أمر قد تتعرض له أي من مسابقاتنا المحلية، فهل نحن مستعدون؟ وهل وضعنا سيناريو لكيفية التعامل مع مثل هذه المواقف في حال حدوثها؟ تجربة إلغاء الموسم الكروي الماضي نتيجة جائحة كورونا، من المفترض أنها هيئتنا للتعامل مع جميع الاحتمالات طالما أن الأزمة لا تزال قائمة، فهل تحرك اتحاد الكرة ورابطة المحترفين في ذلك الاتجاه ووضعوا البدائل في حال حدوث أي إصابة في أي نادٍ لا قدر الله، وكيف سيكون التعامل معها خاصة في حال مخالطته للفريق بأكمله، وهل سيتم إيقاف المسابقة بأكملها أم سيتم تأجيل مباريات الفريق المعني، وكيف وإلى متى، وماذا في حال تكرار الموقف من نادٍ آخر وهو أمر وارد أيضاً في موسم طويل. عودة الحياة لمختلف مناشط الحياة وعدم وجود لقاح مضاد لكورونا، تجعل من احتمالات إصابة أي فرد من أفراد الفريق ممكنة، وبالتالي فمن الضرورة بمكان العمل من الآن واتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة، للتعامل مع مثل تلك الحالات، ووضع ضوابط وقوانين واضحة، للتصدي لأي موقف مشابه لما حدث في الدوري الأردني أو كما حدث في دورة أندية أبوظبي التي تأجلت بسبب عدم وصول نتائج الفحص الطبي التي تؤكد سلامة جميع أفراد الفريقين. كلمة أخيرة استباق الأحداث والاستعداد للتعامل معها بسيناريوهات مختلفة، هو الطريق الأمثل لمواجهة المواقف الصعبة والمعقدة، فهل نحن جاهزون لمواجهة أي حدث طارئ بسبب كورونا، أم أننا كالعادة ننتظر حدوث المشكلة حتى نتحرك ونبحث عن الحلول.
الصمت غير مبرر
المنظومة الرياضية في الدولة تعاني من قمة الهرم المتمثلة في اللجنة الأولمبية، نتيجة لدورها الهامشي في تعاطيها مع كل ما يخص حاضر ومستقبل رياضتنا، وإذا أردنا صلاح رياضتنا، فلا بُدَّ من صلاح قمة الهرم أولاً، لأنها الأساس والقاعدة، ولتحقيق تلك المعادلة لا بُدَّ من إحياء اللجنة الأولمبية ودورها المغيب، الذي وعلى الرغم من تنازل هيئة الرياضة عن هيمنتها المطلقة على الاتحادات، ونقل جميع الصلاحيات للجهة الرسمية المعنية بالرياضة في الدولة، فإن تلك الخطوة وعلى ما يبدو، جاءت متأخرة جداً، وبعد أن أصبح واقع الأولمبية أشبه بالمريض غير القادر على الحركة، ووقوفها مقيدة الأيدي وفي وضع المتفرج غير قادرة على تحريك ساكن تجاه انتخابات الدورة القادمة، يشرح واقع المؤسسة الرياضية الأم التي تشعرنا بحضورها جسدياً ولكنها بلا روح.
في السابق كانت هيئة الرياضة المسؤولة عن اعتماد النظام الأساسي للاتحادات سواء المنتخبة أو المعينة، قبل أن تنتقل جميع تلك الصلاحيات إلى اللجنة الأولمبية في صفقة تبادلية، تسلمت على إثرها الأولمبية مفاتيح الصلاحية من الهيئة، لتمكنها من التعامل المباشر مع الاتحادات، وتشرف على انتخابات الدورة القادمة، ولكن الغريب في الموضوع هو موقف اللجنة الأولمبية التي كانت تشتكي من التهميش وفقدان الصلاحية، وعند منحها الصلاحية بحكم القانون، اختارت الوقوف في طابور المتفرجين دون أن تحرك ساكناً، ما ترك العديد من علامات الاستفهام حول أداء اللجنة الأولمبية، التي حددت أغسطس الجاري موعداً لانعقاد الجمعيات العمومية لانتخاب مجالس إدارات الاتحادات للدورة القادمة، قبل أن تغيب وتختفي عن الوجود.
اللجنة الأولمبية حددت يوليو وأغسطس من هذا العام موعداً لانتخابات الدورة الأولمبية 2024، كان ذلك في مطلع العام الجاري، وإلى هذه اللحظة لم يخرج من الأولمبية ما يفيد بخصوص موعد الانتخابات، وسط جدار عالٍ من الصمت غير المبرر.
كلمة أخيرة
معضلة رياضتنا إدارية ومن قمة الهرم وإصلاحها مرتبط بإصلاح الفكر الإداري أولاً، وخروج المنتفعين وتولي أصحاب الاختصاص مهمة الترميم، وبدونها ستبقى رياضتنا تعاني حتى يتم إصلاح الهرم المقلوب.