السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

أمينة هدريز.. وإبداع السجون الليبية

تشير الباحثة الليبية أمينة هدريز في كتابها «جدليَّة الحبس والإبداع.. في أدب السجناء الليبيين»: أن كل ما كُتِب داخل السجون من شعر ونثر وقصة قصيرة ومسرحية نثرية، يعدُّ جزءاً من الأدب الليبي، حتى وإن كُتِب في ظروف خاصة، ولا يمكن إنكار أن هذا الأدب يُعبِّر عن مرحلة من مراحل تاريخ الأدب الليبي، كذلك يُبيَّن طريقة تعامل هؤلاء السجناء مع واقعهم وتعاطيهم معه.

هذا الكتاب الذي صدر عن منشورات مكتبة طرابلس العلمية العالمية في جزئين (الجزء الأول: شعرية القصيدة، ويدرس كل ما كُتب داخل الزنازين من قصائد شعرية، أما الجزء الثاني، فيتناول: السرد من قصة قصيرة ومسرحية نثرية).

الكتاب جزء من رسالة دكتوراه تدرس أدب السجناء الليبيِّين شعراً ونثراً، في الفترة ما بين 1973 إلى 1987، وهي فترة سجنهم بين 4 سجون سياسية: سجن الجديدة بطرابلس، والسجن المركزي، ويُسمى الحصان الأسود، وسجن الكويفية ببنغازي، وسجن أبوسليم بطرابلس.


في فترة الحبس كُتبت القصائد، وخُطَّت الدواوين والقصص القصيرة والمسرحيات النثرية والدراسات النقدية، التي ضاع منها الكثير، وما بقي منها عبَّر عن واقع وتجربة أدباء الحبس، ورصد مرارة وصعوبة الكتابة داخل السجون، وكذلك صعوبة المحافظة عليها من مصادرة الحراس.


وأكَّدت الباحثة أمينة هدريز، أن هذا الأدب عبَّر عن ثُنائية الحبس والحرية، وهو يحمل في دلالاته تيمة المقاومة بأشكالها المختلفة، لأن هذا الكتاب يطرح فرضيَّة الإبداع في أدب السجون، وكذلك إعطاؤه المكانة التي يستحقُّها، إذْ امتاز بخصوصيته الفنية على مستوى الرؤية والتشكيل بدرجات متفاوتة.

وترى الباحثة أن كتابة المسرحية النثرية كانت تشبه محاولة كتابة نص مسرحي بتقنية معاصرة، تقوم على تقنية المسرح الارتجالي، كذلك يحتوي الخطاب المسرحي على ثنائيّة النص الدرامي والنص الموازي.

أما النصوص الإبداعية فقد تميزت بجماليات فنية وأساليب شعرية متفاوتة بين الشعراء، فكان لكل تجربة رؤيتها الفنية وأسلوبها الخاص، جمعتهم تجربة جيل واحد، وهو جيل السبعينيات، تجربة عبَّروا فيها عن همومهم الذاتية وهذا ما جعل النصوص أقرب إلى رسالة مباشرة، خطابها سياسي بالدرجة الأولى.

كل ما كُتب من نصوص إبداعية خلال تلك الفترة هو تعبير عن واقع اجتماعي وسياسي عاشه السجين، وبالتالي هي رصد أو شاهد على فترة زمنيّة من تاريخ الأدب الليبي.