الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

إذا لم يكن تهديداً.. فما هو؟

المشروع التوسعي التركي أصبح واضحاً، ولم يقف عند حدود التمدد الناعم في الثقافة والاقتصاد، بل تجاوزه إلى التمدد والتوسع العسكري الصريح، وهكذا تعود إلى السطح صورة الوجود العسكري العثماني في العالم العربي، بعد أن مضى على نهايته نحو مائة عام.

جاء التوسع العسكري التركي عن طريق تدخلات عسكرية، وإرسال جنود، وتأسيس قواعد عسكرية، أقيمت خلال الأعوام القليلة الأخيرة على أطراف المنطقة العربية.

في مقدمة هذه القواعد، القاعدة العسكرية التي تم افتتاحها مؤخراً في قطر، وهي «قاعدة الريان العسكرية»، التي مثّل افتتاحها أول وجود عسكري في منطقة الخليج العربي الاستراتيجية، وذلك منذ نهاية التواجد العثماني.


على الجانب الآخر من شبه الجزيرة العربية، افتتح الأتراك قاعدة عسكرية على الساحل الصومالي، وذلك في يوليو 2016، وبلغت كلفتها نحو 50 مليون دولار، وهي تطل على خليج عدن الاستراتيجي.


ويعتبر خليج عدن المعبر الرئيسي لتجارة النفط العالمية، وتزامن بناء القاعدة مع تصاعد العداء بين تركيا ومصر، حيث يعد خليج عدن ونهايته «مضيق باب المندب» بمثابة المدخل الاستراتيجي لقناة السويس المصرية، وبالتالي فإن هذا التواجد يمكن أن يشكّل ورقة ضغط مستقبلية ضد مصر.

بالإضافة إلى ذلك، يمثل التواجد التركي في منطقة القرن الإفريقي، منطلقاً للتوسع المحتمل نحو أعماق القارة الإفريقية، وهي القارة الواعدة بأسواقها، واستثماراتها الوفيرة. وبالإضافة إلى شرق وغرب شبه الجزيرة، وصل التواجد العسكري التركي إلى شمال العالم العربي، شمال العراق، وذلك في معسكر «بعشيقة»، الواقع في إقليم «كردستان العراق».

وفي سوريا تم استكمال إنشاء وتأهيل القاعدة العسكرية التركية الأولى على قمة جبل «الشيخ بركات»، قرب بلدة «دارة عزة» في الريف الغربي لمدينة حلب، وذلك في الأول من نوفمبر، ليكون ذلك إعلاناً صريحاً آخر عن الطابع التوسعي العسكري للسياسية التركية تجاه المنطقة العربية.

دخول تركيا إلى ساحة الخلاف الليبي، وتدخلها العسكري الصريح بقوات تابعة لها وميليشيات مسلحة تنقلها من سوريا، يأتي كدليل جديد يؤكد الرغبة التركية في تحقيق حلمهم باستعادة الإمبراطورية العثمانية.

التدخل التركي بدأ بموافقة البرلمان التركي في الثاني من يناير الماضي على تفويض الجيش التركي لينتشر في الأراضي الليبية، وبدأ التدخل بعناصر استخباراتية حتى المشاركة الكاملة إلى جانب قوات حكومة الوفاق.. ماذا نسمي كل هذا؟