الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

أن يحترم الطفل نفسه

يعتقد البعض من الآباء والأمهات أن استبدال الضرب والعقاب الجسدي ضد طفلهم بالتهديد والوعيد أسلوب تربوي حكيم، ومثل هذا الاعتقاد خاطئ في جانب مهم جداً، على الرغم من أن الضرب والعقاب الجسدي بات واضحاً أنه لا ينم عن حكمة ولا معرفة تربوية وأنه يحطم نفسية الطفل تماماً، إلا أن الوعيد والتهديد والصراخ في وجه الطفل قد لا يقل أثراً من الناحية السلبية والأضرار النفسية التي ستصيب الطفل. وعلى الرغم من هذا نعرف أن أسلوب التهديد شائع ومنتشر على نطاق واسع، وكثير من الآباء والأمهات يجدانه خير وسيلة للسيطرة على طفلهم وإلزامه بالطاعة وتنفيذ التوجيهات، ويعزز التوجه نحو أسلوب الوعيد والتهديد الخوف الذي يتلبس بالطفل ثم الطاعة التي يظهرها، وهنا يتم تعزيز هذه الممارسة التي وجد فيها الآباء أو الأمهات ضالتهم، وكأنهم قد وضعوا اليد على طريقة تربوية ناجحة، ولكن الحقيقة غير هذا تماماً، لأن الطفل عندما ينفذ التوجيهات أو كما يقال سمع الكلام، لم تأتِ من قناعة ومن فهم لما هو مطلوب منه، وإنما جاءت نتيجة للخوف من أن تتحول التهديدات والوعيد إلى واقع، وهنا جانب تربوي كبير يخفى على الكثيرين وهو تعويد الطفل أن يظهر أمامنا بمثالية وكما نريده ولكن في الواقع هو يخالف كل قيمة جميلة نحاول أن نلقنه إياها، بمعنى أن السلوكيات الإيجابية التي ينتهجها الطفل هي نتيجة لمخاوفه من التهديد، وليست قناعة ومعرفة بالأسلوب والنهج الصحيح. وهناك جانب آخر قد يحدث وهو عند زيادة التهديد فإن الطفل قد يتحول إلى العناد والتعبير عن هذا العناد والرفض بعدوانية وعنف. القسوة مع الطفل بحجة التربية والتعليم على القيم وعلى الطاعة لا تأتي ولا تتحقق بواسطة العنف اللفظي ولا العنف الجسدي، فلا الضرب ولا التهديد يجدي أو ينفع، إنما الحوار ولإقناع هو الوسيلة الصحيحة، احترام إنسانية الطفل وحقوقه سيرتد بشكل إيجابي على شخصيته وسيشعره بالمسؤولية، وسيحافظ على هذه الحقوق وسيكون عند حسن الظن، المهم أن يتم إشعاره بالاحترام، وعدم الحط من قدره وإنسانيته.