الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

ومضات إماراتية في بلاد بعيدة

في الـ18 من الشهر الحالي، كنت ضيفاً مدعواً في ريغا، عاصمة جمهورية لاتفيا الأوروبية ـــ من دول البلطيق ـــ لحضور منتدى شبكة الأعمال السنوي الدولي، وكان ثاني المتحدثين، السيد جابر اللمكي، المدير التنفيذي لقطاع الاتصال والإعلام الاستراتيجي في المجلس الوطني للإعلام، ليتحدث عن فكرة دولة الإمارات والعولمة.

بملابسه الوطنية، وبلغة إنجليزية مبهرة، قدم اللمكي، وبعرض قارب الثلث ساعة، دولة الإمارات العربية المتحدة بما جعل التصفيق في القاعة يتحدث عن رد فعل عكس الدهشة بين كل الحضور.

بعد عرضه التقديمي الجميل والمكثف، كانت هناك مساحة حرة مفتوحة للأسئلة من الجمهور، ولم يقم أحد بطرح أي سؤال، سألتني صديقة لاتفية جلست إلى جانبي عن معنى امتناع الحضور عن طرح الأسئلة رغم أن العرض التقديمي كان رائعاً، فأجبتها بأن هناك سببين اجتمعا في تلك اللحظة: عرض اللمكي كان مكثفاً وثرياً بالمعلومات، وثاني الأسباب أن جابر اللمكي، هذا الإماراتي المثقف استطاع أن يخلق صدمة مزقت الصورة النمطية مما ألجم الحضور. ثم استطردت للصديقة: انتظري بعد الحدث، سيجتمعون حول جابر اللمكي حاملين عشرات الأسئلة.


وهذا ما حصل!!


الصدمة كانت على أكثر من مستوى، ومحطة لأكثر من صورة نمطية، فما قدمه المتحدث الإماراتي كان صورة عن مثقف حقيقي يتحدث اللغة بسعة معرفية ومرجعية ثقافية وبرشاقة، ومن بين ما تحدث عنه كان عن دور المرأة في الإمارات لا بحديث كلاسيكي عن كونها نصف المجتمع أو حقوق وما إلى ذلك من كليشيهات تقليدية، بل عن المرأة الإماراتية كجزء أساسي في كابينة القيادة في الدولة، وفي كل القطاعات.

وأشار جابر اللمكي بفخر واعتزاز إلى سيدة جالسة في الصف الأول، كنموذج حقيقي لما يقوله، ونعني هنا السيدة حنان العليلي، سفيرة الإمارات في لاتفيا، وهي أول سفيرة لأول سفارة عربية في تلك الدولة التي تتوسط دول البلطيق كلها.

واستطراداً.. قابلت السفيرة حنان العليلي العام الماضي والتقيتها في مكتبها أثناء زيارة سابقة إلى لاتفيا، واستمعت إلى تلك الإماراتية المتحمسة للعمل، وشعرت بأني أتحدث إلى عشر أشخاص في كيان تلك السيدة المفعمة بالنشاط والأفكار والدبلوماسية، والأهم.. قدرتها الواعية على إدراك كل تفاصيل وتعقيدات تلك البلاد البعيدة والباردة.

عزيزي القارئ الإماراتي: تلك خلاصة مختصرة جداً، لحكايات جهد طويلة جداً يصنعها إماراتيون، ولك بحق أن تفتخر.