السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

القدوة والنظرية التربوية

كثيرة هي النظريات والآراء العلمية والمقولات وأيضاً التجارب التي يتحدث خلالها أصحابها عن قواعد ذهبية في تربية الأطفال، وستجد سيلاً جارفاً من الكتب ومن المقالات والدراسات والبحوث في هذا المجال، وهذا أمر صحي ولا يدعو للتذمر ولا إلى الدهشة أو الاستغراب، ولكن الأمر الذي يجب علينا التنبه له بشكل دقيق أننا كآباء وأمهات ليس علينا خوض غمار هذا البحر العميق ولا السباحة وسط كل هذه المعلومات لنخرج من بين ثناياها ما هو أفضل لأطفالنا. طبيعة العلماء البحث عما هو أفضل للبشرية ومن واجبهم دوماً الدراسة والبحث عن المزيد من المفاتيح لتبسيط وتسهيل الحياة، لذا فأنت كأم أو أب غير مطالب بأن تتبع نظرية أو مدرسة علمية عند تربيتك لطفلك، يكفي أن تعمل على غرس القيم الواضحة الصريحة التي يتفق الجميع على حيويتها وأهميتها مثل الصدق والمحبة والتسامح والجدية والصبر والتعلم والبحث عن المعرفة ونحوها من المثل والقيم، وإن نجحنا في غرس فضائل المحبة تجاه الآخرين فنحن نسير على الطريق الصحيح في تربية بناءة مفعمة بالخير والسعادة.

أطفالنا ينتظرون في كثير من الأحيان أن يروا ما نريده منهم، يحتاجون لأن نكون لهم قدوة وصورة واضحة من خلالها يفهمون الحياة وطبيعتها، هم لا يحتاجون لنظريات ولا مخرجات علمية ولا نتائج تربوية، هم ينظرون لنا نحن، فإن كنا مثالاً في المحبة والجد والاجتهاد، وكنا قدوة في التسامح ونبذ التعصب والكراهية، فثق بأن هذا سيغني طفلك عن ألف نظرية وعن جميع الدراسات والبحوث. يكفي أن يرى أبنك أو ابنتك أنك خير مثال يقتدي به في الحياة، وتكون كالبوصلة التي ترشده نحو الطريق الصحيح كلما انحرف أو أوشك على الانحراف، فتساعده على العودة نحو الطريق الصحيح، كم من أبناء فقدوا آباءهم ولكنهم استمروا على النهج القويم، وكانوا على درجة عالية من التربية والتعليم، والسبب أن ذلك الأب الراحل سبق ووضع له الصورة الصحيحة التي يهتدي بها كلما واجهته الصعوبات والعقبات، فلنكن قدوة ومثالاً حياً ونابضاً بكل خير لأطفالنا، وهذا سيغني عن كثير من النظريات التربوية.