الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

محسوب على الوطن

«أنا وما بعدي الطوفان، ولا ولاء إلا لي».. جملة تختصر ما هو منتشر في ساحاتنا الوظيفية، فما إن يتغير ذلك المسؤول حتى تبدأ موجة التغييرات بإزاحة الطاقم القديم المحسوب على المعزول دون النظر إلى الكفاءة.

هذا الذي نراه كلما تغير مسؤول ليتبعه ضياع خبرات يتم استبدالهم دون البحث عما يقومون به، والسبب أنهم محسوبون على المسؤول القديم الذي كانوا ينفذون ما يأمرهم به لا أكثر، وذلك للتبعية الإدارية حتى لو خالفت أوامرهم المهنية، فيكون بذلك قد رسم خط نهاية لمستقبله باحثاً عن انطلاقة جديدة بعيداً عن مكانه.

الممارسات المشابهة موجودة في أماكن عدة حتى في كبريات الشركات لكنها غير صحية ومؤثرة سلباً على مجريات العمل بشكل عام، لذلك علينا أن نعمل على تقليص ذلك وخاصة في الجهات الحكومية التي ينتشر فيها هذا المرض للأسف، وكل فريق له حراس للهيكل يحاربون الموظف المنفي حتى إن غاب عن الأضواء لكي لا ينافسهم على مناصبهم مستقبلاً، محافظين على الجاه وعلى الامتيازات التي يحصلون عليها.


ويأتي المسؤول الجديد ليصنع لنفسه جبهات انتقاد خارجي وضعف داخلي مبني على خوف الآخرين على رزقهم، وبالتالي لا تكون الإنتاجية أساساً للعمل بل بناء صورة ينشرونها في أن العمل يسير أفضل بكثير عن السابق، ولكن المتمحِّص يرى التراجع في الأداء.


ترى متى نصل إلى منظومة إدارية لا تنظر إلى الأشخاص وفق المحسوبية؟، ثم لماذا لا يكون الجميع محسوباً على الوطن بعيداً عن أهواء المسؤولين التنفيذيين؟.. لنعمل بجد، فالإمارات تستحق كل جهد يمكننا تقديمه لها.