الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

استحضار المستقبل

في تعامل كل من الأم والأب مع طفلهما هناك أفعال وكلمات وطرق تتم ممارستها بشكل غير صحيح وتؤدي لتأسيس مفاهيم ومبادئ خاطئة لدى الطفل منذ نعومة أظفاره ثم تنمو معه ويصعب في المستقبل التخلص منها.هذه السلوكيات الخاطئة لم يكتسبها بشكل عفوي أو ولدت معه إنما جاءت بسبب طريقة التعامل أو من خلال ما وجه له من كلمات وأيضاً ما رآه من أفعال أمام عينيه. يوجد مثال واضح ومكرر هو عندما تكذب الأم أو الأب أمام طفلهما، والرسالة أن الكذب مشاع ولا يوجد ما يمنع من ممارسته، عندما يكبر قليلاً سيفهم أن الكذب غير صحيح وخطأ، لكنه يستمر لأنه يجده وسيلة لتبرير أفعاله وكل تلك الأخطاء التي يرتكبها، لأنه منذ الصغر تلقى الضوء الأخضر. إن كان الكذب يعد رسالة خاطئة وجهت للطفل بشكل غير مباشر، فإن هناك رسائل خاطئة تماماً توجه له بشكل مباشر، وعلى سبيل المثال إسراف الأم أو الأب في الإشادة وكيل المديح للطفل على أمور لا تستحق كل هذه الإشادة لأنها تصرفات صدرت عنه بشكل عفوي وهي اعتيادية جداً، لكن تكرار المديح والثناء يولّد لدى الطفل حالة من انتظار الثناء على كل شيء، وقد يصل الحال بهذا الطفل ألا يقوم بأي فعل أو بأي مهمة تطلب منه ما لم يكن هناك مكافأة، وهذا يعني أن الدوافع لديه ستكون مشوّهة وفي غير محلها. ما أريد الوصول إليه هو حاجتنا لعملية التوازن والدقة في التعامل مع الأطفال، فالقدوة أمامهم على درجة عالية من الأهمية، وأيضاً الدقة في الكلمات التي توجه لهم، سواء أكانت للتشجيع والإشادة أو التأنيب والمخاصمة. عندما يتم استحضار الطفولة والحديث عنها، فأنت تستحضر المستقبل وتتحدث عن قادم الأيام، لذا من المهم تربية الأطفال تربية قويمة من خلال التعليم والتوجيه والنصح والإرشاد وأيضاً القدوة الصالحة.