الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

ليس مريضاً

إحدى الصديقات كانت ولفترة من الزمن تعاني من عزلة وحزن عميق، وعندما طال غيابها قمت بزيارتها، وخلال مقابلتها فهمت سبب كل هذا الحزن الذي امتد لعدة أيام، فقد تم عرض طفلها على أحد المختصين وأبلغها بأنه يعاني من صعوبات التعلم، وهي حالة معروفة قد تصيب أي طفل وهي ليست مدعاة لمثل هذا الحزن والكآبة. صحيح أن الأمر مؤرق لكنه ليس خطيراً أو غير مسبوق، أبلغتها أن طفلها يحتاج منها المساعدة لا الانكسار، ويحتاج للحب والتشجيع لا الحزن والغضب وعدم الثقة بقدراته، وقلت لها إن عليها دوراً كبيراً وحيوياً في الدفع بهذا الطفل نحو الأمام، وذكرتها بأن كل واحد منا تمر به صعوبات وعقبات في حياته، وتبقى الإمكانات الذاتية والقدرات الخاصة بكل فرد هي الأداة المثلى لتجاوز مثل هذه الصعوبات والتغلب عليها، وهذا الطفل دون أدنى شك يحتاج إلى مثل هذا العون والمساعدة، خصوصاً وهو في هذه السن الصغيرة. وأنه ليتخطى كل هذه الصعوبات عليها أن تغمر نفسها بالتفاؤل وتكون لديها الإرادة بالمساعدة والتصميم، وهذا يتطلب أن تقرأ وتزيد من ثقافتها في هذا المجال الحيوي والمهم، وإن كان طفلها يواجه صعوبات في مجال ما فمن المؤكد أن لديه قدرات ومهارات في مجالات أخرى عليها أن تركز عليها وتظهرها، فالموهبة والمهارة موجودة ولكنها تحتاج إلى بعض الوقت للظهور. الطفل الذي يعاني من صعوبات التعلم يحتاج دوماً إلى بعض الوقت، يحتاج إلى الثقة، يحتاج إلى التشجيع. ثم أبلغتها أن ما يعانيه طفلها قد يكون نعمة وليست نقمة كما تحسب، لأن لدينا جملة من الأسماء لعلماء وحكماء ومؤلفين ومؤثرين على مستوى العالم، كانوا في طفولتهم يعانون من صعوبات التعلم، مثل: عالم الفيزياء الشهير ألبرت أينشتين، ومثل المخترع الشهير توماس أديسون، الذي طُرد من مدرسته، ومثل رائد الترفيه في العالم والت ديزني، ولا ننسى مخترع الهاتف جراهام بل، والمؤلف والكاتب جورج برنارد شو. ولهذه الصديقة ولكل أم قيل لها إن طفلك يعاني من صعوبات التعلم، تفائلي، وكوني داعمة وعلى معرفة بما يحتاج إليه طفلك من دعم وكيف يتم هذا الدعم.