الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

الطفل يحتاج للاستقرار

دون أدنى شك هناك أسس وقواعد مبدئية عند التعامل مع الطفل وتربيته التربية القويمة، أسس وقواعد لا يمكن تجنبها أو المرور عليها دون توقف ودون اهتمام سواء من الأب أو الأم.

كما هو معروف في حياتنا الاجتماعية يتأثر أطفالنا بمحيطهم وبالتعاملات المختلفة في الحياة وبالاحتكاك سواء بالأقران أو الأقارب والصحب ونحوهم، في أحيان يكون هذا التأثير سلبياً ولا فكاك منه وهو جزء من التجربة البشرية ومن التعلم بالتجربة كما يقال، وليست الحلول في تجنيب الطفل الحياة الاجتماعية ولا في منعه من مخالطة الناس، إن فعلنا هذا فإننا ننشئ طفلاً متوتراً وقلقاً ومريضاً نفسياً بكل ما تعني الكلمة، لكن أعود للقواعد والأسس الثابتة في التربية، والتي أعتقد أنه لو أحسن الأب والأم تطبيقها فإن أي تحديات ومخاوف ستزول ويمكن تجاوزها والتغلب عليها.

لعل من هذه الأسس أن يتم غمر الطفل بالحب والحنان، يجب أن يشعر بالاستقرار العاطفي وأن والديه محبان له ومشجعان وداعمان له، وهذا لا يمكن أن يتحقق بالكلمات بل بالأفعال وبالواقع الذي يعيشه الطفل نفسه، وذلك من تمضية الوقت معه ومشاركته في أداء البعض من المهام والأعمال، فضلاً عن اللعب معه بين وقت وآخر وتبادل الأحاديث والحوار والتطرق للمواضيع وفق المرحلة العمرية التي يعيشها، في اللحظة نفسها يجب تجنيب الطفل التوتر الذي يصيبنا نحن الكبار، على سبيل المثال عندما تواجهنا صعوبات في مقار العمل أو عند نشوب الخلافات الحياتية التي تقع سواء بين الزوج وزوجته أو غيرهم، الطفل بعقله الصغير وبراءته ونقائه سيواجه معضلة حقيقية في فهم مثل هذه الخلافات والتوترات، بالنسبة لنا مثل هذه الخلافات أمور اعتيادية وصغيرة، أما بالنسبة للطفل هي كبيرة وجسيمة، وتأخذ مساحة ليست قليلة من تفكيره وتصيبه بالهم لأنه لا يقوى على الفهم ولا ما الذي يفعله.


يفضل أن تكون المناقشات الحادة بين الأب والأم، بعيدة عن أطفالهم، لأن الحدة ورفع الصوت تمزق الطفل، خاصة عندما يرى أن من واجبه أن يميل إلى أحد الطرفين.