الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

لتعزيز مستقبل الطفل

في حياتنا نحتاج لجملة من الأدوات التي تساعدنا على تجاوز التحديات والاستعداد لمواجهة الصعوبات، أدوات تبني النفس وتقوي الذهن وتزودنا بالخبرات اللازمة التي تكون خير مساعد ورافد في الحياة.
البعض من هذه المهارات أو الأدوات يفترض أنه تم اكتسابه منذ وقت مبكر من طفولتنا، وإن كنا قد كبرنا بعيداً عنه، فمن الأفضل ألّا نعيد الخطأ مع أطفالنا، بمعنى أن نتجاهل هذه الجوانب عندما نربي أطفالنا ولا نقوم بتعليمهم ولا تعويدهم على ما يفيدهم في حياتهم المستقبلية، معظمنا تعايش وعاش مع الكثير من التجارب المحبطة والمؤلمة، وببساطة تعلم كما يقال من الأخطاء، وهي أقسى عملية تعلم يمكن لأي واحد منا أن يتعرض لها.
وليس من الحكمة أن يعيش أطفالنا هذه المعاناة نفسها، لذا من الأهمية إعدادهم الإعداد الجيد وتجهيزهم لمواجهة تحديات الحياة بمهارة ومعرفة، من ضمن تلك الأدوات والمهارات التي يحتاجها كل طفل ومنذ وقت مبكر من عمره، تعليمه كيفية الحوار والتفاهم مع الآخرين، متى يتكلم ومتى يصمت، ببساطة نعلمه كيف يتعامل مع الناس سواء أكانو من الأقارب أو غيرهم. أيضاً من الأهمية غرس قيمة الاعتماد على النفس، وأن يتم تشجيعه على هذا السلوك، أن يخدم نفسه بنفسه وألّا ينتظر من أحد ما مساعدة أو عوناً، وهذه ستعزز لديه مشاعر الاستقلالية والنظرة القوية نحو المستقبل. فضلاً عن هذا، يجب تسليط الضوء له على قادم الأيام وما سيواجهه عندما يكبر، وأن عليه الاستعداد لتلك الأيام بالجد والاجتهاد والمثابرة والتعلم.. البعض قد يقول بأن مثل هذه الجوانب من الأفضل عدم زج الطفل فيها، والحقيقة أن يتم تعليمه وزيادة معارفه وفق المرحلة العمرية التي يعيشها مهم، فهذا الوعي المبكر سيعزز لديه خاصية التوقع وعدم المفاجأه، وهي جوانب ستحمي نفسيته عند التعرض للأزمات أو المضايقات والعقبات، وهي جميعها أمور وارد حدوثها. لم أقل بأن يُرسم العالم بشكل سوداوي وظلامي في مخيلة أطفالنا، ولكن أقول بأن يدركوا بأنهم مطالبون بالاستعداد للمستقبل بالتعلم والمعرفة والجدية والحيوية.