الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

«الباجه جي».. ومعجزة الشيخ زايد

ودعت دولة الإمارات العربية المتحدة يوم الاثنين الماضي (17 نوفمبر) الدكتور عدنان الباجه جي، الذي رحل عن عمر 96 عاماً، أمضى أكثر من ثلثها في خدمة الإمارات، حيث رافق مؤسس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ونجله صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في مراحل البناء الأولي، وكان الباجه جي أول من رفع علم دولة الإمارات العربية المتحدة في باحة الأمم المتحدة في نيويورك، بعد أن عيّنه الشيخ زايد وزيراً للدولة للشؤون الخارجية.

الباجه جي، الذي كان ممثلاً للعراق في المنظمة الدولية لنحو نصف قرن وهو وزير خارجية العراق الأسبق في عهد الرئيس عبدالرحمن عارف، ينحدر من عائلة بغدادية عريقة، فهو نجل رئيس وزراء، وعمه شقيق والده، كان رئيساً للوزراء، وكنت قد التقيته للمرة الأولى في بغداد عام 2004، عندما عاد بعد تغيير النظام لخدمة بلده، وعندما وجد أن الفساد والطائفية بدآ يستشريان في النظام السياسي الجديد عاد إلى الإمارات، وبين 2004 و2018 كنت قد التقيته في لندن وأبوظبي، حيث شقته التي عاش ومات فيها، لإجراء حوارات مطولة لكتابي عنه «الذاكرة الحية».

يصف الباجه جي اللقاء الأول مع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، قائلاً: «الأكثر تأثيراً في حياتي وأدركت منذ هذا اللقاء أني إزاء شخصية قيادية من طراز متميز».


ويقول: «عندما جلست وتحدثت مع الشيخ زايد للمرة الأولى، اكتشفت أنه يتمتع بمميزات القائد الحقيقي الذي يعمل وبإصرار على بناء دولة عصرية.. دولة قوية تستطيع أن تدافع عن وجودها وشعبها وثرواتها ضد أي طامع بها».


ورغم كل هذه الإسهامات الكبيرة والمهمة يقول الباجه جي وبتواضع كبير: «أعتبر مساهمتي متواضعة، مقارنة بالجهد الجبار الذي قام به الشيخ زايد، طيب الله ثراه، وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله».

الباجه جي ذكر أيضاً: «لا بد لي من القول بكل إخلاص وصراحة إنني أعتبر أن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (رحمه الله) من أعظم الرجال الذين أنجبتهم الأمة العربية في تاريخها، حيث دخل المجد من أوسع أبوابه، وصنع معجزة قلما نرى مثلها».

رحم الله الباجه جي، الذي يرقد اليوم في ثرى الدولة التي أكرمته، وهو بدوره أحبها وخدمها وأخلص لها، ورحم الله القائد الشيخ زايد.