الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

عالمية «معهد الشارقة للتراث»

التراث يُنعت بأسماء عديدة منها (التراث الشعبي، التراث التقليدي، التراث الوطني)، أما حالياً فيحبذ تسميته بالتراث الثقافي حسب توصية اليونسكو (منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة)، باعتباره الاسم الأشمل لمحتوى التراث، وقد شرعت اليونسكو في الاهتمام بالتراث الثقافي المادي وفق اتفاقية دولية عام 1966، أما التراث الثقافي غير المادي فلم يتم الاتفاق على الاهتمام به دولياً إلا عام 2003 بتوقيع اتفاقية دولية.

بدأ العمل في التراث في الشارقة عام 1987 عندما استحدثت وظيفة (مشرف تراث) في (الدائرة الثقافية) آنذاك، وكان دور تلك الوظيفة تنسيقياً و توعوياً فقط، فقد كان مشرف التراث هو ضابط نقطة الاتصال الفنية بين الإمارات ومركز التراث الشعبي لدول مجلس التعاون الخليجي، إضافة الى المشاركة ببعض الأنشطة الثقافية، واستمر العمل حتى عام 1990، ثم انقطع بعد ذلك، حتى عام 1995، حيث استحدثت (إدارة التراث) في دائرة الثقافة والإعلام، ومنذ ذلك التاريخ كانت الانطلاقة الكبرى في مجال التراث الثقافي محلياً وخليجياً وعربياً ودولياً.

عام 2014 تأسس معهد الشارقة للتراث بموجب المرسوم الأميري رقم 70 لسنة 2014، الذي أصدره صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ليكون صرحاً ثقافياً وعلمياً يسهم في تعضيد مشروع الشارقة الثقافي.


ويعد المعهد واحداً من المؤسسات الثقافية والعلمية الأكاديمية، التي تعمل على حفظ وصون التراث الثقافي الإماراتي غير المادي، والتعريف به على أوسع نطاق، من خلال الفعاليات والأنشطة الثقافية، التي من بينها: ملتقى الشارقة الدولي للراوي، أيام الشارقة التراثية، ملتقى الشارقة للحرف التقليدية، وأسابيع التراث الثقافي العالمي، جائزة الشارقة الدولية للتراث الثقافي، إضافة إلى سلسلة من الندوات والمحاضرات، والملتقيات العلمية التي تنظم على مدار العام.


الحدث الأبرز هو صدور موافقة اليونسكو، خلال اجتماعات المؤتمر العام الـ40 في باريس، على منح معهد الشارقة للتراث صفة مركز من الفئة الثانية تحت رعاية المنظمة الدولية، وبموجب هذه الموافقة سينفذ المعهد برامج وأنشطة إقليمية لبناء القدرات في مجال صون التراث الثقافي غير المادي.

الجدير بالذكر أن اليونسكو أدرجت الشارقة في أكتوبر الماضي، ضمن شبكتها للمدن المبدعة، بصفتها مدينة الحرف والفنون الشعبية، وهذا الإدراج يتوسل التراث الثقافي كذلك.