السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

بنت الشهيد: أنت أبي الآن

طفلة صغيرة قالتها بعفوية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في خيمة عزاء والدها الشهيد بأن والدها عند ربه الآن، وتوجه كلامها للشيخ محمد أنه هو اليوم أبوها فرد عليها سموه بكل عفوية وهو يحتضنها: (أشهد أني أبوج.. وأشهد أنك تاج راسي).

وسؤالي الدائم.. هل حضرت يوماً عزاء شهيد ؟ هل زرت يوماً نصب الشهيد؟ هل جمعت أبناءك وبناتك وتوقفت أمام أسماء شهداء الوطن؟، هل سألك أبناؤك لماذا لدينا شهداء الآن ولم يكن لدينا شهداء منذ 50 عاماً؟، هل فكرت في جوابك لهم؟، هل جاوبتهم أنه لم يكن لدينا إلا مناطق صغيرة متفرقة بالكاد تتصالح مع نفسها، واليوم لدينا دولة وشعب وإنجازات ووطن يتوجب علينا حفظه وحمايته وهذا كله له ثمن!، فكلّ قطرة دم نزفت من الشهيد سقت نخيل الوطن لتثمر (نماذج تحتذى) وبطولات تروى، وجدراناً تبنى تحميك وتحمينا من أعداء قد يختبئون تحت غطاء (صديق أو جار) وينتظرون غفلة منا.

لمن لا يفهم أو يستوعب الموضوع، هي تضحيات قدمناها من أجل أن نحمي جيراننا اليوم ووطننا غداً من أجل ألا يأتي يوم نقول كما قيل في الأمثال: ( أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض)، وفي خضم ذلك لم ننس أبناءنا الشهداء، فبعد التكريم المعنوي للشهيد، وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد بإنشاء مكتب يهتم بشؤون أسر الشهداء وذويهم، وخاصة أبناءهم وبالذات في مسار تعليمهم وتأهيلهم وتمكينهم من المساهمة في مسيرة التنمية المستقبلية للدولة، عن طريق إرشادهم وتوعيتهم بمتطلبات سوق العمل والاستفادة من إمكانياتهم ومهاراتهم وتوجيهها إلى الطريق الصحيح وهذا حق لا يجادل فيه إلا من في قلبه مرض.


برنامج «خطوات» يهدف إلى التعرف على اهتمامات الطلاب أبناء الشهداء وإلحاقهم بمجال العمل المناسب لطموحاتهم.


وهذا تأكيد على حرص القيادة على الاهتمام والتواصل مع أبناء الشهداء والاطلاع على أحوالهم وتقديم كل الخدمات لهم، بما يحقق لهم ولذويهم الاستقرار والطمأنينة، فحينما تكون الأولوية في الدراسة والتوظيف والسكن لأسر الشهداء فهذا حق لا تنساه الدولة لهم مقابل ما قدمه آباؤهم من تضحية للوطن، كما لو كان آباؤهم موجودين بينهم، خير دليل على أن الوطن لا ينسى أبناءه.