الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

الإمارات نموذج متفرد

في مثل هذه الأيام قبل عام 1971 لم تكن الأحوال المعيشية كما هي عليه اليوم، ولم يكن إنسان هذه البلاد كما هو اليوم في رغد يحفه الأمن والاستقرار وتظلله نعمة الرخاء والعيش الرغيد. ما حدث أنه في غضون 4 عقود بدأت المسيرة نحو البناء والتنمية التي لا تعرف الكلل أو التعب، مسيرة طموحة هدفها الإنسان وبناء وطن للجميع، دولة قوية سعيدة منفتحة متسامحة. لم تكن كل هذه الآمال لتتحقق دون عدة مقومات وأسباب، من أهمها الحرص العام من القادة والشيوخ على تقديم مصلحة الأمة والشعب على أي أهداف أخرى، وهو ما دفع بهذا الاتحاد ليرى النور على أسس قوية من التفاهم والمحبة.

هذه القيم الأصيلة النبيلة المترسخة في روح وقلب أصحاب السمو الشيوخ المؤسسين، رحمهم الله، كانت هي اللبنة والقاعدة التي تم عليها تشييد الإمارات الحديثة، الإمارات التي أذهلت العالم بتطورها ومسابقتها مختلف دول العالم في النمو والرخاء والسعادة.

الحقبة الزمنية التي رأت الإمارات فيها النور عند الإعلان عن قيامها ونهوضها الحضاري، كان معظم أرجاء العالم تحت وطأة الخوف والحروب والعثرات التنموية والتدهور الاقتصادي والفقر، فالعالم خرج من حقبة الاستعمار إلى تقرير الشعوب مصيرها وسيادتها، وهذا كان له ضريبة مدوية من الحروب الطاحنة سواء أكانت داخلية بعد جلاء المستعمر أو بسبب مشاكل خلفها ذلك المستعمر الذي لم يحسن التعامل معها وإدارتها.


إلا في المشهد الإماراتي، فقد كان الحوار لغة متقدمة وماثلة ومهيمنة في عصر محمّل بالحروب وسفك الدماء، لذا مع كل جهود بناء الدولة وتأسيسها لم نسمع عن توترات أو تشنجات، كانت الرؤية واضحة والهدف متفق عليه.


ولأن الشيوخ المؤسسين، رحمهم الله، نجحوا في تجاوز العقبات والحساسيات بقلوب واثقة وقناعات راسخة وأهداف متفق عليها، تم قيام الإمارات التي أذهلت العالم، وعند القول إنها أذهلت العالم يمكن النظر لمكانتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية وأثرها في مختلف المؤسسات الدولية ومساهماتها في التنمية العالمية.

الإمارات نموذج مثالي قلّ نظيره، نموذج حي وواقعي لمختلف الدارسين والباحثين في أسس ومبادئ قيام الدول والأمم، نموذج متفرد بتسامحه وقوته ونجاحه.