الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

التنوع هو النجاح الذي تحقق

هذه الأيام التي احتفلنا فيها بمناسبة الذكرى الـ48 لتأسيس بلادنا وقيام اتحاد الإمارات، وهي فرصة ثمينة لمراجعة ما مضى واستشراف المستقبل بناء على ما هو بين أيدينا من معطيات على أرض الواقع، وبناء على الخطط والاستراتيجيات القصيرة والطويلة الأمد.

أول نقطة جديرة بالتأمل هي كل هذا التنوع الاقتصادي الذي نعيشه وهو يعني تنوعاً في مصادر الدخل، الإمارات ومنذ وقت مبكر أدركت أنه لا يمكن الركون لمصدر واحد فقط وهو البترول، ولا يمكن التعويل عليه في المستقبل، فضلاً عن تقلبات أسعار النفط والتي معها ستحدث تغييرات تنموية، فعندما ترتفع الأسعار تطلق مشاريع واعدة وحيوية، وعندما تنخفض تتوقف تلك المشاريع، وهذا ملاحظ في مختلف الدول المنتجة للنفط، الإمارات لم تكن مرهونة وفق هذه الآلية ولم يكن اقتصادها وتنميتها متوقفين على هذا المورد المهم، ويبقى النفط أولاً وأخيراً نعمة عظيمة من الله، أحسنت قيادتنا توظيفه وتسخيره لخدمة الناس وبناء البنية التحتية ومختلف مقومات الحضارة والتنمية. بجانب النفط كانت لدينا شركات ومشاريع عملاقة في مختلف دول العالم، وكأننا بمثل هذه الرؤية نستلهم من ماضي الآباء قيمة التجارة وفوائد التواصل مع العالم، نعتمد على مداخيل السياحة وإدارة الموانئ وشركات الشحن والنقل الجوي، وأيضاً على العقارات وإدارتها، والإمارات ومنذ وقت مبكر وضعت تسهيلات كبيرة لمختلف شركات العالم والتي انتهزت الفرصة وشيدت فروعاً ومقار رئيسة لها، مستغلة المناخ الاستثماري المتطور والقوانين والواضحة المشجعة، وكانت الإمارات واحدة من أهم دول العالم في الأخذ بالتقنيات الحديثة والجديدة لبناء اقتصادها وتنويعه، حيث باتت مشاركة وأيضاً مستثمرة ولاعبة في التجارة الإلكترونية التي تشهد نمواً عالمياً كبيراً جداً. في مثل هذه الذكرى العزيزة علينا جميعاً، نتوقف عند ملامح هذا التنوع وهذه السياسة الناجحة العظيمة التي انتهجتها بلادنا، هذا التنوع الذي جنبنا كثيراً من الهزات التي حدثت في العالم، أوضحت بلا أدنى شك قوة الإنسان الإماراتي وتميزه وقدرته على استشراف المستقبل والعمل وفق رؤية واضحة ونهج سليم وصحيح.