الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

جاهلية رياضية

ليت البعض استوعب نصيحة الكابتن عبدالله صالح وأدخل منتخبنا قبل كأس خليجي 24 دورة عسكرية تثقيفية، ولا عيب في ذلك فمنتخب كرة السلة الأمريكي المعروف بـ Dream Team بعد خروجه المذل من إحدى البطولات نتيجة انشغال النجوم الكبار بمراجعة عقودهم وإعلاناتهم وانتقالاتهم وإدارة ثرواتهم والتعامل مع معجبيهم فغاب التركيز على اللعب، تم إدخالهم في دورة عسكرية مكثفة قبل البطولة التالية، وجلسوا مع الجنود الذين فقدوا بعض أطرافهم في المعارك وعوائل وأبناء الجنود الذين قتلوا في المعارك، ليفهموا التحديات والمصاعب والتضحيات التي واجهتهم لرفع علم وطنهم، كذلك عايش الفريق الحياة العسكرية لفترة زمنية معينة لشحذ هممهم وتعليمهم الضبط والربط وبعدها دخلوا بطولة كأس العالم واكتسحوا الجميع، وكان كل فوز يحققونه يهدونه لأرواح شهدائهم وعوائلهم.

يحدثونك عن الجيل الذهبي وعن إخلاصهم وتفانيهم (لفانيلة المنتخب) وهذه لم تأت من فراغ لأن أغلبهم عاش وشاهد مراحل تأسيس الدولة (يوماً بيوم) مع آبائهم وأهلهم، وليس (من سمع من الجيل الحالي كمن حضر من الجيل الذهبي)، إضافة إلى أن أغلب الجيل الذهبي كانوا يعملون في القوات المسلحة، أو في وزارة الداخلية، وهؤلاء كان الانضباط والولاء (متكرساً) فيهم ولا يحتاجون لمن يوعيهم بواجباتهم، ولكن في عصر الاحتراف (فإن الرأس يفتر) بسبب «مهايط الفلاشات» والسيارات والمعجبات والحفلات (عيّل لاعب مشهور وساقط صف حادي عشر)، يقود سيارة بقيمة مليون درهم وتعتقد أنه يستوعب ما يحصل له؟

حينما تنتشر ثقافة (تخريب اللاعبين على أنديتهم) واستغلال ثغرات عقودهم والتوقيع معهم وتكديسهم على دكة الاحتياط، فلا تسأل عن (ثقافة الولاء) وفي المقابل صرف بعض الأندية (يمين وشمال.. وفوق وتحت) لتتراكم بعدها الديون فيتباكون ويطالبون بوقفة (أصحاب الأمر) مع أنديتهم، وهم في حقيقة الأمر لا يريدون منهم إلا (تغطية مديونياتهم) التي تسببوا (هم) فيها.


ماذا تنتظر حينما تنتشر ثقافة (الإعلام المطبل) لصالح بعض الأندية أو لشخصيات مؤثرة؟ وماذا تتوقع حينما يهاجم بعض الإعلاميين أندية معينة ضد أخرى؟ فيرفعون أندية ويخسفون بأخرى، ويلمعون لاعبين ويهاجمون لاعبين (حسب التوجيه)، وهذا غير التأثير على بعض المدربين (والتنمر على بعض المحكمين)، وللأسف نحن (قوم إذا أخطأ لاعبهم الكبير تركوه وغضوا عنه الطرف وإذا أخطأ النادي الصغير أقاموا عليه الحد) .. أصلِحوا هذه المنظومة تنصلح لدينا كرة القدم، وإلا سوف تستمر هذه الجاهلية الرياضية.