الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

قرار الزواج يعني المسؤولية

من دون أدنى شك فإن الحياة المعاصرة باتت لها متطلبات متزايدة وكأن طبيعتها تتمثل في زيادة الضغوط على الجميع، لكن من تقع عليه هذه الضغوط بشكل واضح هو الأسر، والتي تعتبر متطلبات أفرادها واجبات ملحة ولا فكاك منها ولا مهرب عنها، وهو ما يوضح أن الأسرة ككل تمر بضغوط قوية إن لم يحسن الأب والأم التعامل معها بحكمة ومعرفة فإن من شأن هذه الضغوط أن تراكم المهام وتزيد الأعباء وقد تؤدي في نهاية المطاف لانهيار الحياة الأسرية المتمثلة في نهاية الزواج بالطلاق والانفصال بين الزوجين، ومع مثل هذه الحالة ستجد أن أفراد الأسرة من الأبناء والبنات هم الضحايا، ومن دون أدنى شك فإن معاناتهم ستكون ماثلة وواضحة من جميع النواحي النفسية والتربوية والتعليمية والمالية وغيرها.

يجب أن يدرك كل من الزوج والزوجة وهما يؤسسان لهذه الأسرة أن المسؤولية التي تقع عليهما هي في الحاضر وأيضاً في الغد، ولا فكاك من هذه المسؤولية، بمعنى أن الدخول في الحياة الزوجية وقرار الإنجاب وتكوين أسرة قرار مستمر ويعني في المقام الأول الديمومة ولا يمكن التخلي عنه تحت أي ضغط.

لكن الملاحظ والذي نشاهده ونسمعه أنه تحدث حالة تشبه الهروب من هذه المسؤولية، ويترك الأبناء لمواجهة مصيرهم، أو لا يبقى من طرفي هذه العلاقة إلا واحد منهما، وبالتأكيد فإن العبء سيكون ثقيلاً عليه ومعه لن تكون جوانب مهمة مثل التربية والتوجيه للأطفال تتم وفق الوجه الأكمل والأمثل.


يمكن أن يكون قرار الارتباط سهلاً ويتم اتخاذه سريعاً، ولكن يجب التفكير ملياً بما سينتج عن هذا الزواج، وهل هناك قدرة نفسية ومادية على القيام بالواجب على الوجه الأمثل؟ عندما تكون أباً أو أماً فتذكر أن هذا الطفل أو الأطفال في أمسّ الحاجة للهدوء والتربية والتعليم والإشراف على نموهم ورعايتهم، وهي مهمة ليست محصورة بشهر أو عام، بل هي بمثابة مهمة لأعوام طويلة من عمرك، فإن لم تكن قادراً على الوفاء بهذا الالتزام فلا تبدأ به.