الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

إعلامنا بكل صراحة

تداول مغردون وضع الإعلام المحلي.. منتقدين أداءه في الدفاع عن الوطن وقضاياه، متناسين أنهم أسهموا في قتله بعدم تقبلهم حريته.

لسنوات ونحن نشهد تدهور الواقع الإعلامي المحلي من حيث المحتوى، وأصبح مسؤولوه يصرحون علانية أن مؤسساتهم عبارة عن أدوات ترفيهية لا أكثر، بينما الصحافة اكتفت بأخبار العلاقات العامة.

هذه نتيجة حتمية عندما تضع العربة أمام الحصان.. حيث أصبح التنفيذيون والمشرفون في العلاقات العامة هم من يترأسون مؤسساتنا الإعلامية مع تقليص صلاحيات إدارات التحرير.


لقد جُلب كل من يطأطئ رأسه أمام التحديات.. فأي إعلام ستحصل عليه إن عاملته كتابع لا شريك؟


وهذه الحالة مستمرة في الانحدار، فأثَّرت على مختلف الأصعدة، وكم من شخص استفاد من وضعها المتردي لكي لا تتابع ما يقوم به، وبذلك تقع على الوطن.

لقد سئمت هذه الحال، والحديث عن المهنة التي اخترتها، وآثرت التوقف عن الحديث عنها، لكن تغريداتكم جعلتني آمل خيراً في أمر أصبح منسياً بالنسبة لي.. فهل من أمل؟

نعم، الأمل يأتي عندما نرى عودة أو صناعة لكُتَّاب مقالات جريئين، وصحافيين يتابعون الأخبار، وتحقيقات مرئية ومقروءة عن قضايا الوطن واهتمامات المواطن، ويتم كل هذا مع الحصول على الحماية الكاملة من تسلط الجهات التنفيذية أو الشخصيات العامة، وتكون المنافسة باسم الحقيقة لا القوة.. عندها سنعرف أننا بنينا إعلاماً سيستطيع الدفاع عنا خارجياً، وكما هو معروف إعلامياً عندما تتناول قضاياك يتوقف الإعلام العالمي عن تناولها لأنها أصبحت مستهلكة، فإن لم تفعل تركته يملأ الفراغ بالصيغة التي تناسبه.