الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

بين جنبات مراكز الدراسات

لطالما تحصلنا على الدراسات الخاصة بنّا من خارج محيطنا، فهذا واقعنا.. نعم وللأسف نرى الجامعات ومراكز الدراسات في أوروبا تتخصص بدراسة سياستنا واقتصادنا وحياتنا الاجتماعية، بينما التي لدينا تغرد في واد آخر، والمُحزن أن خريجينا من هذه الصروح لا يمارسون ما درسوه عند عودتهم إلى الدار.

نتابع العديد من المحاضرات التي تنظمها مراكز الدراسات والجهات الحكومية وخاصة المدعومة، وعند قراءة عناوينها تجد أنها لا تتحدث عن أمور تهمك، أو قد تنبري إلى تحليل آخر متعلق بأحداث دولية بعيدة عن الاهتمام، فهذه المحاضرات هي فعالية لأجل الفعالية فقط.. كلام مكرر، حضور مكرر، متحدثون مكررون عاماً بعد عام.

الأموال تُنفق والوقت يُهدر دون مردود ودون علم يضاف.. فحتى الصحافيين سئموا وتوقفوا عن الذهاب، منتظرين الخبر ليصلهم فيُوقعون بأسمائهم فقط، فغير مسموح لهم الكتابة بشفافية عن هذه الفعاليات، وإبداء آرائهم، حفاظاً على «البريستيج» والعلاقات، أو لتجنب خلق أعداء هم في غنى عنهم.


عندما تجلس وتبحث في كلام مجموعة «تجامل»، ستجد أن هناك علاقة خفية وفائدة مرجوة أو تجبناً لضرر ما، فهل هذا واقعنا وهل هذا ما نريد أم أن الشفافية هي علاجنا؟


اعذروني فإني مشتاق لحضور ندوات جريئة متحدثوها إماراتيون مختصون يناقشون واقعنا، أو أقرأ مقالات جريئة عميقة تتحدث عما نعيشه، وأبحث عن مراكز الدراسات الغائبة التي لم تكن سنداً لإعلامنا، وأتجه اليوم إلى مجتمعنا المدني وما يقدمه متجاوزاً بكثير مئات الملايين التي تضيع في مراكز عرفت كيف تجد فرص عمل للأجنبي!.. تفكروا في المقال بينما أحضر اليوم محاضرة عن الليبرالية في الإمارات من تنظيم اتحاد الكتّاب.