الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

أهم مؤشر للمستقبل المشرق

تتعدد قضايا الطفولة في عالمنا العربي وتتنوع، وفي مجملها تبقى دون حلول ولا تجد الاهتمام الكافي الذي تستحقه. أقصد تلك القضايا التي تمس سلامة الطفل الجسدية والنفسية والذهنية.
في عالمنا يعاني الطفل العربي التعنيف والتعليم المتعثر وأيضاً تفكك الأسرة، وهناك جملة من القضايا الملحة الأخرى التي يجب الالتفات لها وعلاجها، ومن الأهمية أن تكون في أعلى سلم الأولويات ومنها الرعاية الصحية التي يجب توجيهها أولاً نحو الأم قبل إنجابها الطفل ثم توجه إلى الطفل وهو رضيع في لحظاته الأولى في الحياة، وبعد هذا تأتي القضايا الملحة ومنها الحماية النفسية والجسدية والفكرية لهذا الطفل.
عندما تستعرض التقارير الدولية التي تصدر من منظمات الطفولة، والتي تحتوي على إحصائيات وأرقام توضح حجم ما تجده الطفولة من رعاية واهتمام، فإنك تصدم من هول تلك الأرقام وما تحمله من مؤشرات مؤلمة في عدة جوانب من حياة الطفل. وما يعنينا في هذا الإطار هو الطفل العربي الذي يعاني في عدة دول من عالمنا العربي، ونعلم أن عدة أوطان عربية تعاني جرّاء حروب أهلية أو تعثر تنموي وتدهور اقتصادي، والفوضى في كثير من المجتمعات ماثلة وواضحة، ومعها يتم طحن الطفل وتهميشه والقسوة عليه. وسط هذه الدوامة من العنف ينشأ الطفل جائعاً خائفاً مضطرباً نفسياً ومتدهوراً في صحته وسلامته العقلية والروحية. كل هذا ونحن نعلم أن دول العالم الأكثر تطوراً تولي ملفات الطفولة العناية والرعاية، وذلك لأن هذا الطفل هو عماد المستقبل وهو المورد الذي سيعتمد عليه مستقبل المجتمعات، فعندما ينشأ في صحة ووسط تعليم قوي فذلك سيكون رافده نحو النجاح والتفوق وسيكون لبنة من لبنات البناء الحضاري. إن أي جهد يتم في إطار رعاية الطفولة ووقايتها من الأخطار جهد مقدر وثمين وله مكانته وأثره البالغ. كم نتمنى أن نرى عالمنا العربي بات أكثر قوة في برامج وخطط الرعاية الاجتماعية بصفة عامة والطفولة بصفة خاصة، لأن هذا أهم مؤشر للمستقبل الواعد المشرق.