الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

ابنة البلد ولا غيرها

قد يستغرب البعض عند الحديث عن صراعات تحدث داخل الأسرة الواحدة، والبعض من الآباء أو الأمهات قد يرفضون أو يخطئون هذه الآراء، والبعض الآخر قد يقول إن تلك الصراعات تتمثل في العراك بين الأشقاء وهو أمر عادي حدوثه لقلة الخبرة والتنافس وصغر السن، ورغم أن هذا القول صحيح، إلا أن ما أشير إليه من صراعات داخل الأسرة ليس هذا المقصود فخصام الأخوة والخلافات التي قد تؤدي لرفع الصوت ونحوها من الممارسات مسلم بها وهي ماثلة في حياتنا الاجتماعية الأسرية.

الجانب الخطير هنا هي تلك الصراعات التي تنمو وتكبر ولا يلتفت لمعالجتها أو تقديم الحلول للقضاء عليها وهي في المهد لعل من أهم ملامح تلك الصراعات المنافسة التي تقع بين الزوجين على طرق التربية والمبادئ والقيم التي يتم تربية الأطفال عليها، بل قد يحدث تنافس قاسي حتى على فرض العادات والتقاليد لكل زوج، خاصة إن كان الزوجان من بلدين مختلفين، ولمجتمع كل واحد منهما عادات تختلف عن الآخر، هنا تكون النزعة نحو الخلاف أقوى وتزداد حدة عندما يكون بينهما أطفال، حيث تظهر الكثير من الاهتمامات التي تتباين بينهما. الذي يحدث أنهما يدخلان في صراع دائم ومستمر في طريقة التربية والتي تشمل مختلف جوانب الحياة من الملبس إلى الاهتمامات وصولاً إلى الغذاء وطريقة العيش والأولويات، وتزداد المعركة ضراوة كلما كبر الأطفال وأزداد وعيهم وفهمهم للحياة. هذا يقودنا نحو موضوع شائك وكثيراً ما تم طرحه وهو الزواج من غير المواطنات، الزواج من مجتمعات بعيدة كلياً عن عاداتنا وتقاليدنا وغير عربية، هنا تكون الهوة قادمة لا محالة والخلافات التي تحمل بذور الصراعات واقعة طال الزمن أم قصر. لذا أقول دوما إن كانت رغبة الزواج بهدف تأسيس أسرة متماسكة وقوية ومتجانسة ومتفاهمة ومتعاونة، تعيش في جو مفعم بالمحبة، فإن على الزوج أن يحسن اختيار شريكة الحياة والزوجة عليها بالمثل، لأنه سينتج عن هذا الزواج أطفال يحتاجون للاستقرار والهدوء والتربية القويمة، وليتحقق هذا اقترن بمن تفهمك وتتفق معك ومع مبادئك وعاداتك وتقاليدك.